قالت وزيرة الأسرة والإندماج بولاية راينلاند بفالتس (غرب) السيدة آن شبيغل إن النقاشات الشعبوية حول الإسلام تصرف النظر عن الحياة العادية لأغلبية المسلمين والمسلمات في ألمانيا.
وأوضحت السيدة شبيغلخلال يوم دراسي حول "مسؤولية الإسلام من أجل السلام"، نظم أمس الاثنين بمدينة ماينتس بولاية راينلاند بفالتس،أن "النقاشات الشعبوية حول الإسلام تصرف النظر عن الحياة العادية لأغلبية المسلمات، والمسلمين بيننا والذين يرون أنفسهم للأسف في كثير من الأحوال عرضة لاتهامات جزافية تحملهم مسؤولية أعمال إجرامية ترتكب باسم دينهم، في حين أنه غالبا مايكونون هم أنفسهم ضحية للعنف، والاجرام".
وترى الوزيرة خلال هذا اللقاء المنظم بشراكة بين وزارة الأسرة، والاندماج لولاية راينلاند بفالتس، والمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أن "الأغلبية الكبيرة للمسلمات والمسلمين تعيش بيننا بسلام تام، ولها قناعة كبيرة بقيمنا الديمقراطية. ولهم الحق أن يمارسوا شعائرهم الدينية في ظل الحرية الدينية المكفولة لهم كغيرهم من المواطنين".
وأكدت أن "للأديان دور اجتماعي مهم، ومن هنا تتجلى أهمية إبراز وتنمية الجانب المتعلق بالسلام فيها وهو ما ينطبق على الإسلام وغيرها من الأديان على حد سواء".
تعتبر ولاية راينلاند بفالتس، تضيف المسؤولة الألمانية، أن التنوع الديني يشكل مصدر إثراء للمجتمع، مشيرة إلى أن جميع الذين هاجروا إلى الولاية مدعوون إلى أن يعيشوا إرثهم الديني، ويواصلوا تطورهم. وبهذا يساهمون في إثراء الولاية.
من جانبه، قال كلاوس بيتر لوست رئيس قسم بوزارة الاندماج في ولاية راينلاند بفالتس أن الخوف من الاسلام تغذيه الحركات اليمينية الشعوبية واليمينية المتطرفة.
ونبه الى أن المرء يعيش في زمن يتم فيه تأجيج المخاوف من الإسلام، معربا عن قلقه الكبير من انتشار مشاعر الخوف من الإسلام في ألمانيا"، وأكد على ضرورة محاربة هذه الظاهرة.
أما رئيسة فرع المجلس الأعلى للمسلمين في ولاية راينلاند بفالتس ، مليكة العبدلاوي، فقد أكدت على أهمية تحمل المسؤولية تجاه السلام قائلة "في أوقاتنا الراهنة التي تتسم بالعنف، والعنصرية، والتجريم سواء في مجتمعنا هذا أوعبر العالم، نرى نحن في المجلس الأعلى أهمية تعزيز السلام من قبل أتباع الأديان المختلفة".
وأردفت قائلة "نحن جميعا، وبغض النظر عن قناعاتنا الدينية، نتحمل مسؤولية كبرى تجاه التعايش السلمي، ويجب أن نعمل على تحقيق ذلك في واقعنا، مسجلة أن "الأديان استغلت دوما، ولازالت لأجل تبرير العنف، والعدوان، لكني أعتقد أن هذه الأديان تحمل في طياتها بوادر السلام، وهو ما يجب أن نعمل على إبرازه وتنميته".
وأبرز السيد عبد الصمد اليزيدي الامين العام للمجلس الاعلى للمسلمين في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء يندرج في إطار استراتيجية المجلس الرامية الى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الاسلام ورسالته الحقيقية ومحاربة العداء ضد المسلمين الذي عرف تزايدا ملفتا مع تصاعد الاحزاب اليمينية المتطرفة كحزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي.
وأضاف أن المجلس يسعى الى تنفيذ هذه الاستراتيجية بالتعاون مع مختلف الفاعلين في المجتمع الالماني سواء مؤسسات أو أفرادا للوقوف في وجه الاسلاموفبيا وكراهية الاجانب.
من جانبها، لفتت السيدة مليكة العبدلاوي، في تصريح مماثل الى "العلاقة المتميزة التي تجمعنا مع الحكومات المتعاقبة في الولاية وصدى المجلس الايجابي بفضل الجهود التي يقوم بها من أجل تعزيز الحوار والتعايش، جعلتنا نشتغل على مشاريع أخرى مستديمة تهم المسلمين سترى النور قريبا".
واستهدف اللقاء الذي شارك فيه الى جانب مسؤولين ألمان، نخبة من الخبراء والعلماء، تسليط الضوء على رسالة السلام والرحمة التي يحملها الإسلام وقيمه الانسانية ، وتصحيح الصور النمطية التي تحاول ربط الإسلام بالعنف والكراهية والإرهاب.
وأطر هذا اللقاء الذي افتتحه أيمن مزيك رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ووزيرة الأسرة والإندماج بولاية راينلاند بفالتس آن شبيغل، كل من أستاذ التعليم العالي بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الدكتور احمد ميلاد كريمي وأستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بجامعة ايرلانكن الدكتور ماتياس روهي.
مسؤولة ألمانية : النقاشات الشعبوية حول الإسلام تصرف النظر عن الحياة العادية للمسلمين في ألمانيا
أضيف بتاريخ 11/20/2018