في قلب الضفة الغربية، تقف أليس كيسيا، الفلسطينية المسيحية البالغة من العمر 30 عامًا، شاهدة على نضال سلمي فريد من نوعه. تحمل أليس الجنسيتين الإسرائيلية والفرنسية، وتقود مقاومة سلمية ضد مصادرة أراضي عائلتها في منطقة المخرور، التي تمتلكها عائلتها قانونيًا منذ ما قبل عام 1948.
بدأت القصة عندما افتتح والد أليس مطعمًا على الأرض في عام 2002. ومنذ ذلك الحين، واجهت العائلة سلسلة من التحديات، حيث قامت الإدارة المدنية الإسرائيلية بهدم المطعم عدة مرات بين عامي 2012 و2015 بحجة عدم وجود تصاريح بناء. وفي عام 2019، تم هدم منزل العائلة أيضًا.
لكن أليس اختارت طريقًا مختلفًا للمقاومة. فبدلاً من العنف، نظمت لقاءات سلمية تجمع اليهود والمسلمين والمسيحيين حول موائد مشتركة. وفي سبتمبر، تم بناء كنيسة صغيرة أطلق عليها "كنيسة الأمم" كرمز للوحدة بين الأديان، رغم أن الجيش قام بهدمها لاحقًا.
تعمل أليس حاليًا على حملة دولية لزراعة الأشجار باسم المخرور، وتخطط لبناء كنيسة مسكونية جديدة. يأتي نضالها في وقت تصاعدت فيه أعمال العنف من قبل المستوطنين منذ عام 2022، مع تسجيل أكثر من 1000 حادث منذ بداية الحرب في غزة.
تقع منطقة المخرور، المعترف بها كموقع للتراث العالمي لليونسكو منذ عام 2014، في منطقة يملك معظمها مسيحيون فلسطينيون، الذين يشكلون أقل من 2% من سكان الضفة الغربية. وتمثل قصة أليس كيسيا نموذجًا ملهمًا للمقاومة السلمية والسعي نحو التعايش بين الأديان في منطقة تشهد توترات متزايدة.