في واقعة تتعارض مع أبسط مبادئ الشريعة الإسلامية التي تأمر ببر الوالدين وتعظم من شأنهما، شهدت محكمة استئناف المنصورة قضية غير مسبوقة لإمام مسجد متهم بقتل والدته. القضية التي هزت المجتمع المصري تكشف عن تناقض صارخ بين المظهر والجوهر، وتطرح تساؤلات عميقة حول الوازع الديني والصحة النفسية.
المتهم محمود (39 عاماً)، الذي كان يؤم المصلين ويخطب فيهم عن فضل الوالدين وحقوقهما في الإسلام، ارتكب جريمته في لحظة تناقض صارخ مع كل ما كان يدعو إليه. ففي صباح الرابع عشر من يونيو 2022، وبعد أدائه لصلاة الفجر، أقدم على قتل والدته نرجس في مشهد يتنافى مع كل القيم الدينية والإنسانية.
وفي تفاصيل الواقعة التي وثقتها التحقيقات وشهادة الشهود، قام المتهم بخنق والدته بوسادة ثم ذبحها بسكين في مرآب المنزل. وأكد الشاهد عمر (19 عاماً) سماعه صراخ الضحية ورؤيته للواقعة، وهو ما أيده التقرير الطبي الشرعي الذي أثبت سبب الوفاة.
وأمام المحكمة، دفع المتهم بأنه كان تحت تأثير السحر، مرددًا عبارات تناقض فعلته: "والدتي كانت نور عيني، وكنت أطعمها بيدي". وفي تطور لاحق، استجابت المحكمة لطلب إخوة المتهم بالرأفة، فخففت الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد.