يحتفل اليهود في جميع أنحاء العالم بعيد الحانوكا، أو ما يُعرف بعيد الأنوار، وهو احتفال يمتد على مدار ثمانية أيام وثماني ليالٍ.
يحيي هذا العيد ذكرى انتصار المكابيين واستعادة المعبد في القدس قبل أكثر من ألفي عام. وتروي القصة أن قارورة صغيرة من الزيت الطاهر، تكفي لإضاءة يوم واحد فقط، استمرت معجزةً في الإضاءة لثمانية أيام كاملة.
ومن أهم طقوس هذا العيد إضاءة الشموع في المنارة الخاصة (الحانوكية) التي تحتوي على تسعة فروع. الشمعة التاسعة، المعروفة باسم "الشماش" أو الخادم، تُستخدم لإشعال بقية الشموع. وتُوضع الشموع من اليمين إلى اليسار، لكن يتم إشعالها بترتيب معاكس.
وتتميز الاحتفالات بأطباق تقليدية مقلية بالزيت، مثل المعقودة (فطائر البطاطس المتبلة)، والسفنج (الكعك المغربي التقليدي)، والمفلتة. وتحتفل الجالية اليهودية المغربية بهذا العيد في المعابد اليهودية بالمدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش.
وفي السياق المغربي، يكتسي هذا العيد أهمية خاصة، حيث يعكس عمق العلاقات التاريخية بين المملكة المغربية والمجتمع اليهودي. فالمغرب يتميز بتراث غني من التعايش السلمي، حيث حظي اليهود المغاربة على مر التاريخ بحماية ملوك البلاد ورعايتهم، مما أدى إلى اندماجهم بشكل طبيعي في النسيج الاجتماعي المغربي.