شهدت إذاعة فرانس كولتر مناظرة حادة بين ثلاثة من المفكرين الفرنسيين البارزين حول الوجود التاريخي للسيد المسيح. الفيلسوف ميشيل أونفري، مؤلف كتاب "نظرية يسوع"، طرح موقفاً مثيراً للجدل بنفيه الوجود التاريخي للمسيح، معتبراً إياه بناءً رمزياً خالصاً.
"الجدل حول تاريخية المسيح يبقى حياً في الأوساط الأكاديمية، متأرجحاً بين التفسير الأسطوري والبحث التاريخي العلمي"
في المقابل، وقف المؤرخ جان-كريستيان بوتيفيس والفيلسوف جان ستون موقفاً معارضاً بشدة. استند بوتيفيس، الذي ألّف عدة كتب عن المسيح، إلى مصادر تاريخية موثقة مثل تاسيتوس ويوسيفوس فلافيوس، مؤكداً حقيقة وجود المسيح التاريخي.
تمحور النقاش حول تفسير النصوص القديمة، حيث أكد أونفري أن ذكر المسيحيين في الوثائق التاريخية لا يثبت بالضرورة وجود المسيح نفسه. لكن معارضيه شددوا على موثوقية المصادر القديمة التي تذكر المسيح صراحة.
امتد الجدل ليشمل كفن تورين، حيث اعتبره بوتيفيس أصلياً استناداً إلى تحليلات علمية حديثة، بينما عارضه أونفري مستشهداً بفحوص الكربون المشع التي تعود بتاريخ الكفن إلى العصور الوسطى.
شكل البعد الرمزي للأناجيل نقطة خلاف جوهرية أخرى. فبينما رأى فيها أونفري دليلاً على كونها بناءً رمزياً محضاً، اعتبر خصومه أن استخدام الرموز لا ينفي الحقيقة التاريخية للشخصية.