أصدرت هيئة معايير الإعلان البريطانية (ASA) قرارًا يوم الأربعاء بحظر إعلانات تظهر أوراقًا نقدية محترقة، معتبرة أنها قد تكون مسيئة بشكل خطير لبعض الجماهير. وأوضحت الهيئة أن الأشخاص من الولايات المتحدة أو دول منطقة اليورو قد يعتبرون عملة بلدهم ذات أهمية ثقافية ورمزًا لهويتهم الوطنية.
الإعلانات المثيرة للجدل كانت لمنصة الاستثمار الإلكترونية "واحد إنفست" (Wahed Invest)، والتي تقدم استثمارات متوافقة مع الشريعة الإسلامية. تضمنت الإعلانات صورًا لداعية مسلم والمقاتل الروسي السابق في فنون القتال المختلطة حبيب نورمحمدوف، محاطين بأوراق نقدية مشتعلة، مع شعارات مثل "شارك في ثورة المال" و"أنهِ الاستغلال" و"انسحب من الربا".
تلقت هيئة معايير الإعلان 75 شكوى بعد ظهور هذه الإعلانات في وسائل النقل اللندنية في سبتمبر وأكتوبر الماضيين. وأشارت الهيئة إلى أن الإعلانات أظهرت كلمات "الولايات المتحدة الأمريكية" مشتعلة على الدولارات الأمريكية المصورة.
من جانبها، أوضحت شركة "واحد إنفست" أن الصور كانت تهدف إلى تسليط الضوء بصريًا ومجازيًا على تأثير التضخم على المدخرات. وأضافت أن العديد من عملائها يختارون عدم تلقي فوائد على مدخراتهم بسبب المحظورات الدينية، لكنهم يشعرون بآثار التضخم الذي "يحرق" قوتهم الشرائية.
يثير هذا القرار تساؤلات حول التوازن بين حرية التعبير الإعلاني والحساسيات الثقافية، خاصة في مجتمع متعدد الثقافات مثل المملكة المتحدة. كما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الشركات عند محاولة التواصل مع جماهير متنوعة دون المساس بالقيم والرموز الوطنية.