هزت جريمة بيئية غير مسبوقة المشهد الثقافي البريطاني عندما اختفت شجرة "سايكامور غاب" الأسطورية من موقعها التاريخي بجوار سور هادريان. هذا الرمز الطبيعي، الذي عاش لأكثر من قرنين وأصبح جزءاً من الذاكرة الجماعية للبريطانيين، سقط ضحية لعمل تخريبي لا معنى له.
كشفت تحقيقات الشرطة البريطانية، التي نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية، عن تفاصيل العملية التي نفذها دانيال غراهام وآدم كاراذرز في ظلام الليل. الرجلان، اللذان وثقا جريمتهما بأنفسهما عبر تسجيل فيديو، قطعا الشجرة بمنشار كهربائي، مخلفين وراءهما خسائر تجاوزت 724 ألف يورو وصدمة في المجتمع البريطاني.
لم تقتصر أهمية الشجرة على قيمتها البيئية فحسب، بل كانت أيقونة سينمائية ظهرت في فيلم "روبن هود: أمير اللصوص" عام 1991، وفازت بلقب "شجرة العام" في 2016. موقعها الاستراتيجي بجانب سور هادريان، المدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، جعلها وجهة للسياح والمصورين على مدى عقود.
رغم إدانة المتهمين في مايو 2025، ومواجهتهما لعقوبة قد تصل إلى عشر سنوات سجناً، يبقى الأمل في استعادة هذا الإرث الطبيعي. فقد بدأت براعم جديدة تظهر من الجذع القديم، وتجري حالياً جهود لزراعة شتلات من بذور الشجرة الأصلية في أنحاء المملكة المتحدة، في محاولة لإحياء رمز طبيعي طالما شكل جزءاً من الهوية البريطانية.