المغرب في مواجهة تطور التهديد الإرهابي: بين التجنيد الإلكتروني والروابط الساحلية

أضيف بتاريخ 05/22/2025
دار سُبْحة

في مقابلة مع جون أفريك، قدم المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ) في المغرب تقييماً مقلقاً للوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء. منذ إنشائه في عام 2015، تمكن هذا الجهاز الذي يديره الشرقاوي حبوب من تفكيك 101 خلية إرهابية، منها 93 مرتبطة بـ داعش، وإحالة ما يقرب من 2000 شخص إلى العدالة.



أصبحت منطقة الساحل ملاذاً مفضلاً للعديد من المنظمات الإرهابية، وخاصة داعش والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين. ويكشف حبوب قائلاً: "إن منطقة الساحل، الواسعة والتي يصعب السيطرة عليها، تأوي الآن حوالي 100 فرد من البوليساريو انضموا إلى هذه الجماعات الإرهابية"، مؤكداً على التقارب الخطير بين الانفصالية والجهادية.

تمثل مخيمات تندوف بؤرة حساسة بشكل خاص للتطرف. ويشرح مدير BCIJ قائلاً: "تشكل هذه المنطقة ملاذاً مثالياً لعناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، حيث يكون الشباب عرضة بشكل خاص للتجنيد من قبل الجماعات المتطرفة". وقد تجلى هذا الوضع في مسار عدنان أبو الوليد الصحراوي، القائد السابق لداعش في الصحراء الكبرى، الذي بدأ مع البوليساريو قبل أن يتحول إلى الإسلام المتطرف.

تمثل ظاهرة التجنيد الإلكتروني اليوم تحدياً رئيسياً للأجهزة الأمنية المغربية. تستغل المنظمات الإرهابية التقنيات الرقمية للدعاية، مستخدمة المنصات المشفرة والشبكة المظلمة لاستهداف الأفراد المستضعفين. ويؤكد حبوب: "يستهدف التجنيد حالياً بشكل رئيسي القاصرين والشباب عبر الإنترنت"، مشيراً إلى أنه تم اعتقال 43 قاصراً و14 امرأة منذ إنشاء BCIJ.

في مواجهة هذه التهديدات، طور المغرب نهجاً شاملاً يجمع بين الأمن والإشراف الديني. يعتمد المملكة بشكل خاص على المجلس العلمي الأعلى ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة لتعزيز الإسلام المعتدل ومكافحة الخطاب المتطرف. تندرج هذه الاستراتيجية، التي وضعت بعد أحداث 2003، في رؤية طويلة المدى للوقاية من التطرف.

تنوعت ملامح الأشخاص المتطرفين، مما يجعل تحديدهم أكثر تعقيداً. في حين أن غالبية المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، فإن الظاهرة تؤثر الآن على المناطق الحضرية والريفية على حد سواء، وتشمل أفراداً من جميع المستويات التعليمية. يعكس هذا التطور قدرة الجماعات الإرهابية على التكيف وضرورة اليقظة المستمرة من قبل الأجهزة الأمنية.