الاعتراف بالصوت العالي: عالمة دين وفنون تتحدث عن تجربتها مع العنف الجنسي في الطفولة

أضيف بتاريخ 06/28/2025
دار سُبْحة


إيلونكا تشيرني، المولودة عام 1966 في مدينة غروس-غيراو جنوب ولاية هسن الألمانية، هي عالمة دين وخبيرة في تاريخ الفن تحمل سيرة أكاديمية ومهنية حافلة. درست تاريخ الفن وتدريس الفن وعلم اللاهوت في جامعات فرانكفورت وإنسبروك وكاسل، وحصلت على الدكتوراه عام 2003. عملت في متحف الفن الحديث في فرانكفورت، وتشغل حالياً منصب رئيسة قسم في أكاديمية أبرشية روتنبورغ-شتوتغارت.

في عالم غالباً ما يفرض الصمت على ضحايا العنف الجنسي، تقدم إيلونكا تشيرني شهادة نادرة وشجاعة حول تجربتها الشخصية مع الاعتداء الجنسي في طفولتها. في مقابلة مع موقع "كاثوليش.دي"، تحدثت إيلونكا بصراحة عن معاناتها، وكيف حاول المعتدي مراراً إقناعها بأن "لا شيء حدث"، وأن ما تمر به ليس سوى أوهام.

تعرضت إيلونكا للاعتداء على يد كاهن في سن مبكرة. لسنوات طويلة، ظلت تردد كلمات المعتدي في داخلها، حتى بدأت في مرحلة متأخرة من حياتها إعادة تقييم ما حدث لها، واستطاعت أن تواجه المعتدي بما فعله بها. هذه الخطوة لم تكن سهلة، لكنها كانت ضرورية لاستعادة جزء من كرامتها وقوتها.

في شهادتها، تبرز إيلونكا أهمية الحديث عن العنف الجنسي وعدم السكوت عنه، رغم كل الضغوط الاجتماعية أو النفسية التي قد يواجهها الضحايا. تؤكد أن الاعتراف بما حدث هو الخطوة الأولى نحو الشفاء، وأن مواجهة المعتدي – حتى لو كانت متأخرة – يمكن أن تمثل لحظة تحرر حقيقية للضحية.

وتجدر الإشارة إلى أن إيلونكا تشيرني معروفة في الأوساط الأكاديمية باهتمامها بقضايا العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، حيث تشارك بنشاط في الحوارات المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والاستدامة. خبرتها في التدريس امتدت إلى عدة مؤسسات تعليمية، بما في ذلك المدرسة العليا للتربية في فاينغارتن والجامعة المزدوجة في رافنسبورغ، كما قدمت محاضرات في جامعة ديربان بجنوب أفريقيا والأكاديمية الفنية في فيلنيوس بلتوانيا.

شهادة إيلونكا تشيرني ليست مجرد قصة فردية، بل هي دعوة مفتوحة للمجتمع كي يفتح عينيه على واقع العنف الجنسي، ويوفر الدعم اللازم للضحايا، ويضع حداً لثقافة الصمت التي تغذي استمرار هذه الجرائم.