ينظم المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF) مساء اليوم الخميس عشاءه السنوي التاسع والثلاثين في باريس. سيحضره شخصيات سياسية ودينية وجمعوية بارزة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء فرانسوا بايرو وعدد من الوزراء من بينهم وزراء الداخلية والتعليم والعدل وأوروبا، بالإضافة إلى رئيس مجلس الشيوخ. تأتي هذه الدورة في سياق تصاعد مقلق للاعتداءات والأعمال المعادية للسامية في فرنسا منذ أكتوبر 2023. وقد سجل أكثر من 1,600 حادثة في 2024 وقرابة 300 في الربع الأول من 2025، بحسب أرقام وزارة الداخلية.
في أجواء مشحونة بالتوتر السياسي والاجتماعي، من المنتظر أن يلقي بايرو كلمة رسمية. كما سيخاطب الحضور رئيس الـCRIF يوناتان عارفي، الذي أعيد انتخابه مؤخرًا ووعد بمواصلة "حوار صارم" مع السلطات لمكافحة جميع أشكال معاداة السامية. وستُمنح جائزة الـCRIF هذا العام للفنانة الكوميدية صوفيا أرام، تقديراً لالتزامها بمحاربة التمييز وخطاب الكراهية.
الحدث يُعقد في ظل استمرار تداعيات الحرب بين إسرائيل وغزة، وما رافقها من توتر في الشارع الفرنسي وتزايد المخاوف على أمن الجالية اليهودية، ثالث أكبر جالية يهودية في العالم بعد إسرائيل والولايات المتحدة. وقد شددت السلطات من إجراءات الحماية حول دور العبادة والمدارس والمؤسسات اليهودية، وسط مطالب من الـCRIF بمزيد من اليقظة والدعم الرسمي.
في المقابل، لم توجه الدعوة لحزب التجمع الوطني ولا لحركة فرنسا الأبية، في ظل اتهامات متكررة بالتساهل مع معاداة السامية أو تغذيتها سياسياً. القائمون على الحدث يؤكدون أن العشاء السنوي يظل منصة مركزية لتجديد الالتزام الوطني بمواجهة الكراهية وضمان أمن وكرامة المواطنين جميعاً