تحت ظلال العنف والفوضى التي تمزق هايتي، أصر آلاف المؤمنين هذا العام على إحياء تقليد الحج السنوي رغم فقدانهم الوصول إلى شلال سوت-دو المهيب، الموقع المقدس الذي كان يجمع منذ عقود أتباع المعتقدات الفودو والكاثوليكية معًا. هجوم العصابات المسلحة على المدينة في مارس الماضي أجبر الحجاج على تغيير مسارهم، فاجتمعوا في كنائس متواضعة بالعاصمة بورت أو برنس ليكملوا طقوسهم بالدعاء والرجاء، جاعلين من العبادة رمزًا للصمود في وجه الرعب.
وسط أجواء محاطة بالخوف والتهديد، تتعالى الأصوات في الصلاة والشكر لمريم العذراء وإرزال، إلهة فودو المرتبطة بالحماية والأمل في هايتي. الجميع يبحث عن طمأنينة روحية وحصانة من العنف الذي أودى بحياة الآلاف وشرد أكثر من مليون شخص. الزوار يبلغون أن الماء المبارك لم يعد متاحًا للجسم، لكن النية الروحية والاستغاثة بالقداسة ما زالت أقوى من الرصاص.
حتى زعماء العصابات، وقد استولوا على مواقع الحج، برزوا هذا العام في صحن إحدى الكنائس، يوزعون المال على بعض الأهالي ويدعون أن مريم العذراء ستمنحهم «المزيد من المعجزات». وبين الصلوات والمخاوف، يؤمن الهايتيون أن الروح لا تهزم مهما كانت سيطرة العصابات.
الحج هذا العام في هايتي ليس مجرد تجمع ديني؛ إنه فعل مقاومة وذكرى لأرض طقوسها الروحية تتحدى أي سلطة سوى سلطة الإيمان.عنوان:
الإيمان أقوى من الخوف: الحجاج الهايتيون يُحيون طقوسهم الدينية في ظلال العنف
وسط أعمال العنف التي تمزق هايتي وتسيطر فيها العصابات على المناطق المقدسة، أبى الآلاف إلا أن يواصلوا تقاليدهم الروحية في ذكرى الحج السنوي، رغم إغلاق شلال سوت-دو الشهير بسبب تهديد الميليشيات المسلحة. حيث لم يعد بمقدور المؤمنين—من أتباع الفودو والمسيحية معًا—مس جسدهم بماء الشلال الطاهر، اجتمعوا في كنيسة متواضعة بالعاصمة ليبتهلوا صلاةً ودعاءً للنجاة وللحماية الروحية.
الجميع هنا يقرّون بأن هذا اليوم استثنائي: عوضًا عن أصوات الماء وضجيج الحشود في سوت-دو، علت أصوات الدعاء ومَشاهد إشعال الشموع وتقبيل المسابح بين جدران الكنيسة الضيقة. لم يجد الحجاج إلا الإيمان حصنًا لهم في بلد مزقته النزاعات، حيث باتت الحاجة للحماية والانسجام مع المقدس ضرورة وجودية.
بينما ظهرت مشاهد نادرة لزعماء العصابات المهيمنين على المنطقة وهم يدخلون الكنيسة ويوزعون المال على بعض السكان، ظلت رسائل الحجيج تدور حول الأمل في العدالة الإلهية واليوم الذي يستعيد فيه الشعب أرض طقوسه. وفيما يجتمع الخوف والرجاء في النفوس، تظل الإشارة واضحة: لا شيء يغلب روح الإيمان حتى وإن سلبت الأرض وظروف الحياة.