استضاف معهد سرفانتس في باريس لقاءً فريدًا جمع الروائي الإسباني خافيير سيركاس، المعروف بعلمه العَلماني وتوجُّهه العقلي، مع سيلستينو ميليوري، المبعوث البابوي في فرنسا، لإجراء حوار مفتوح حول قضايا الدين، دور الكنيسة الكاثوليكية، وشخصية البابا فرانسيس. جاء اللقاء على خلفية صدور كتاب جديد لسيركاس، "المجنون بالله في أقاصي العالم"، الذي يسرد رحلته مع البابا إلى منغوليا ويطرح من خلاله أسئلة عميقة حول معنى الإيمان والخلود، مع إشارات مؤثرة إلى والدته المؤمنة وتجربتها مع الأمل المسيحي في لقاء الأحبة بعد الموت.
تميّز الحوار بالتقاطعات بين نظرة الكاتب المتأملة وحكمة الدبلوماسي الديني، حيث ناقشا مدى قدرة الكنيسة على الإسهام الروحي والاجتماعي بعيدًا عن الصراعات السياسية، كما طرحا تساؤلات عن التحولات الحديثة مثل ارتفاع عدد المعمدين الجدد في أوروبا عام 2025، رغم التحليلات السائدة عن تراجع دور الكنيسة. عكست الجلسة تباين الشك واليقين، والتقاطعات الإنسانية بين الإلحاد والإيمان، فيما شدّد سيركاس على قيمة التساؤل عن المصير، وعلى مكانة الأم والأمل الديني، بينما أبرز ميليوري ثراء الاختلافات ومركزية الرسالة الخيرية في حياة الكاثوليك المعاصرين.
هذا الحوار بين "العقلاني الباحث" و"مبعوث الإيمان" في قلب باريس يعكس النقاشات المعاصرة حول معنى الروح والكنيسة، وتظل فيه الأسئلة الكبرى حول الموت والبعث "الموضوع الوحيد الذي يستحق التأمل" حسب سيركاس.