كشف باحثان من جامعة تل أبيب عن ابتكار طريقة حسابية جديدة تعتمد التصوير متعدد الأطياف وتقنيات رؤية الحاسوب الدقيقة لدراسة وتفكيك أجزاء مخطوطات قمران القديمة، المعروفة بمخطوطات البحر الميت. تمكّن هذه التقنية من الفصل بين الحبر والرق والعناصر المحيطة في كل صورة، ما يجعله أداة تحليليّة قوية لتحديد صلة الأجزاء ببعضها ومعرفة الإنتماء إلى نفس المخطوطة أو نفس الكاتب. ويأمل العلماء في أن تسهم هذه المنهجية في كشف المزيد من أسرار الجماعات والمجتمعات التي أنشأت هذه النصوص الدينية والتاريخية بين القرنين الثالث قبل الميلاد والأول بعده.
تضم هذه المخطوطات آلاف الشظايا تعود لنحو 950 مخطوطة متنوعة، من بينها أقدم نصوص الكتاب المقدس، إضافة لنصوص أدبية ودينية غير توراتية، وتُحفظ معظمها في متحف إسرائيل وسط إجراءات أمنية مشددة تمنع وصول الباحثين لمعاينتها مباشرة، ما يجعل الحل الرقمي حيويًا للعلم الحديث.
تتميز هذه التقنية بأن تفاصيلها متاحة بنظام "مفتوح المصدر"، خلافًا لما هو سائد في الأبحاث السابقة، ما يتيح للباحثين حول العالم توسيع نطاق الاستكشاف والتحليل بصورة أعمق وأكثر شفافية، ويساعد مستقبلاً في حل ألغاز تاريخية ودينية مرتبطة بهذه المخطوطات الفريدة.