العنصرية ضد المسلمين في فرنسا: أرقام مقلقة تكشف اتساع الظاهرة

أضيف بتاريخ 09/18/2025
دار سُبْحة


نشرت مؤسسة "إيفوب" بالتعاون مع مسجد باريس الكبير دراسة جديدة يوم 16 سبتمبر، تكشف حجم العنصرية التي يتعرض لها المسلمون في فرنسا. ووفق نتائجها، أكد 66% من المسلمين المقيمين في البلاد أنهم تعرضوا لممارسات عنصرية خلال السنوات الخمس الأخيرة، مقابل 18% فقط من الأشخاص المنتمين إلى ديانات أخرى. نصف المستجوبين عزوا هذه السلوكيات المعادية إلى ديانتهم، فيما أشار آخرون إلى أن سبب التمييز يعود إلى الجنسية الفعلية أو المفترضة (25%) أو لون البشرة (22%).  

الدراسة التي تحمل اسم "مرصد التمييز ضد المسلمين في فرنسا" استندت إلى مقابلات هاتفية مع أكثر من ألف شخص مسلم، إضافة إلى استبيانات واسعة شملت عينة مماثلة، بهدف رصد الظاهرة وتوثيقها بدقة. ويؤكد القائمون عليها أن هذه النتائج تفضح اتساع ما يصفونه بـ"المسلمانوفوبيا"، التي لا تمس الفرنسيين المسلمين فحسب، بل تطال كل من يُنظر إليه كمُسلم، سواء كان مقيماً أو حتى زائراً.  

وتبرز نتائج البحث أن التمييز لا يُختزل في أحداث فردية معزولة، بل يمثل نظاماً معقداً ومتعدد الأبعاد يؤثر على المسلمين في مختلف نواحي حياتهم اليومية. ففي حين تسجل السلطات الرسمية فقط الشكاوى المرفوعة، تكشف الأرقام أن أقل من ثلثي الضحايا يتوجهون نحو القضاء، إذ لا يتجاوز معدل اللجوء إلى تقديم شكوى 66%، ويهبط إلى 58% بين الذين سبق أن عانوا من تمييز ديني.  

أما المجالات الأكثر عرضة للتمييز بحسب المشاركين، فتشمل عمليات التفتيش والرقابة الأمنية القائمة على "الملامح الشكلية"، يليها البحث عن عمل وفرص السكن. ويشير التقرير إلى أن بعض الأشخاص يواجهون أشكالاً متداخلة من العنصرية مرتبطة بالدين، القومية، لون البشرة وحتى المكان الذي يعيشون فيه، وهو ما يسميه الباحثون بـ "تقاطع أشكال التمييز".