الدين في فرنسا: توجهات متغيرة ونظرة متباينة تجاه الإسلام

أضيف بتاريخ 09/18/2025
دار سُبْحة


كشفت آخر استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "إيفوب" لفائدة إذاعة "سود راديو" عن تحولات بارزة في علاقة الفرنسيين بالدين وموقعه في المجتمع. تبيّن أن الحديث عن الدين في دائرة الأسرة شهد تراجعاً ملحوظاً، إذ أفاد 39% فقط بأنهم يناقشون القضايا الدينية مع عائلاتهم، مقابل 58% سنة 2009. أما النقاشات الدينية بين الأصدقاء، فقد انخفضت من 49% إلى 32% خلال ذات الفترة.  

ما يقارب 44% من الفرنسيين اليوم يقولون إنهم يؤمنون بوجود الله، وهو انخفاض كبير مقارنة بـ 66% في سنة 1947. الفوارق العمرية واضحة: الكبار (65 سنة فما فوق) أكثر إيماناً من الشباب، حيث تصل نسبة الإيمان بينهم إلى 50% مقابل 36% فقط لدى الفئة العمرية بين 18 و24 سنة.  

رغم انخفاض التديّن، لا يزال 66% يعتقدون أن الأديان قادرة على غرس القيم الإيجابية واحترام الآخرين لدى الشباب. كما يرى 52% أن جميع الأديان متساوية من حيث الرسالة، ويؤيد 48% استمرار قيم المسيحية في الزمن العصري، فيما يعتبر 47% أن للأديان دوراً إيجابياً في مناقشة القضايا الكبرى مثل الأخلاقيات الطبية.  

أما موقف الفرنسيين من الإسلام، فيظهر استمرار التباين: فقط 32% يرون أن الإسلام متوافق مع قيم المجتمع الفرنسي، وترتفع النسبة بشكل كبير بين مؤيدي تيارات اليسار الراديكالي (63%)، وتنخفض بين أنصار "الجمهوريين" (25%) وتكاد تختفي عند أنصار "التجمع الوطني".