الإنترنت نافذة تعليمية أخيرة للفتيات الأفغانيات في ظل الإقصاء الممنهج

أضيف بتاريخ 09/19/2025
دار سُبْحة


في أفغانستان اليوم، حُرمت ملايين الفتيات من الحق في متابعة تعليمهن بعد المرحلة الابتدائية إثر قرارات سلطات طالبان بإغلاق المدارس الثانوية والجامعات أمام الإناث. لم يعد المسار الدراسي متاحاً إلا لمن تمكن من الوصول إلى المبادرات الرقمية والمنصات السرية عبر الإنترنت؛ هذه الأخيرة تحولت بسرعة من وسيلة ترفيهية إلى قناة أساسية لاكتساب المعرفة وبناء الأمل. الكثير من الفتيات كذلك انضممن إلى فصول تعليم مجتمعية يديرها أساتذة متطوعون في منازل أو أماكن سرية، متحديات بذلك كل أشكال الحظر الاجتماعي والمؤسسي.

التبعات الإنسانية والأجيال المقبلة باتت ثقيلة: فقد أدى غياب التعليم إلى زيادة مخاطر الزواج المبكر، وضعف فرص التوظيف والمشاركة في الحياة العامة، وأثر بشكل مباشر على النظام الصحي بعد تقليص أعداد الطبيبات والممرضات المؤهلات. الفتيات يواجهن أيضاً تحديات نفسية حادة، إذ يشعرن بالعزلة والإحباط ويبحثن عن سبل للتعبير عن أنفسهن عبر الإنترنت، سواء كان ذلك في مجموعات تعليمية أو شبكات دعم نفسي. رغم القيود، لا تزال روح المقاومة تحرك الكثير منهن من أجل التعلم وطلب الدعم الإنساني خارج حدود الرقابة المحلية.

المجتمع الدولي والمنظمات الأممية تواصل الضغط من أجل إعادة حقوق التعلم والعمل للمرأة الأفغانية، مؤكدة أن حجب نصف الشعب عن حقه في تطوير ذاته وتعزيز أوضاعه لا يؤدي إلا إلى إضعاف مستقبل البلاد ككل. يترك الإقصاء الممنهج للفتيات عن التعليم أثراً بالغاً في كل مستويات الحياة: من الاقتصاد إلى الصحة، ومن الثقافة إلى الاستقرار الاجتماعي. ومع ذلك، يبقى الإنترنت والمساحات الرقمية رمزاً للأمل وللمطالبة بحق العودة إلى المدارس وتأكيد الذات، بعيداً عن أرقام المصادر الرسمية أو الصيغ النمطية المعتادة.