ا "الحدائق والمناظر الطبيعية الإسلامية". من خلال تحليل دقيق يمتد من المغرب في العصور الوسطى إلى الهند المعاصرة، تكشف عن التعقيد غير المتوقع لهذه المساحات.
تؤكد راغلز في تحليلها أن "الحدائق الإسلامية تلبي احتياجات تتجاوز بكثير مجرد التأمل الجمالي أو الروحي". فقد تطورت هذه المساحات، التي صُممت في البداية لأغراض عملية مثل التنظيم المكاني وإدارة الموارد الطبيعية، تدريجياً لتصبح إبداعات أرستقراطية متطورة. ويُعد قصر الحمراء في إسبانيا وتاج محل في الهند من أبرز الأمثلة على ذلك.
يكمن في صميم تصميمها مفهوم "جهار باغ"، وهو مساحة مغلقة مقسمة إلى أربعة أجزاء متساوية حول نقطة مركزية. لا يعزز هذا التكوين المعماري الفريد الخصوصية والتأمل فحسب، بل يخلق أيضاً حواراً دقيقاً بين العمارة والطبيعة. يلعب الماء، العنصر الأساسي في هذه الحدائق، دوراً مزدوجاً: فهو يضيف بُعداً جمالياً ويرمز في الوقت نفسه إلى وعد الجنة في التقاليد الإسلامية.
يستمد تحليل راغلز ثراءه من مصادر متنوعة: الشعر، وسجلات البلاط، ومعاهدات الزراعة، والتمثيلات الفنية. يتيح هذا النهج متعدد الأبعاد، المعزز بالرسوم التوضيحية التفصيلية والمخططات التاريخية، تتبع تطور هذه المساحات عبر القرون والقارات.
يتجاوز الكتاب الإطار الأكاديمي ليقدم رؤى ملموسة للمهنيين المعاصرين. يجد مهندسو المناظر الطبيعية مبادئ يمكن تطبيقها في إبداعاتهم الحديثة، بينما يمكن للباحثين في العلوم الإنسانية استكشاف العلاقات المعقدة بين الإنسان والطبيعة والهوية الثقافية في العالم الإسلامي.