المسلمون اليهود: رؤية مسيحية للإسلام عبر عدسة الجدل التاريخي

أضيف بتاريخ 07/18/2025
دار سُبْحة


يقدم ديفيد فرايدنرايش في كتابه الجديد "المسلمون اليهود: كيف تخيل المسيحيون الإسلام كعدو" تحليلاً عميقاً للطريقة التي صاغ بها المفكرون المسيحيون في العصور الوسطى تصوراتهم عن الإسلام. يكشف المؤلف كيف استخدم المسيحيون الأوائل القصة التوراتية لسارة وهاجر كإطار مرجعي لفهم علاقتهم مع اليهود والمسلمين.

يطرح فرايدنرايش فكرة مثيرة للجدل: "لم يكن المجادلون المسيحيون مهتمين بالتمييز الدقيق بين الديانتين لأن نهجهم كان مبنياً على تعارض ثنائي متجذر في التفسيرات المجازية لقصة سارة وهاجر". وفقاً لهذا المنظور المسيحي، أصبح المسيحيون، وليس اليهود، الورثة الحقيقيين لسارة.

يوضح الكتاب كيف تم تصوير المسلمين كمعادلين رمزياً لليهود في الخطاب المسيحي، حتى في المناطق التي كان فيها المسيحيون على دراية فعلية بالمسلمين ومعتقداتهم. لم يكن الهدف مواجهة الإسلام بشروطه الخاصة، بل توجيه المسيحيين لتجنب ما اعتبروه "أخطار" العقائد المخالفة.

يستكشف المؤلف كيف استخدم المفكرون المسيحيون الذين عاشوا تحت الحكم الإسلامي الإطار التوراتي لفهم وضعهم، مما شكل لاحقاً الاستجابات العسكرية والسياسية للمسيحيين في سياق الحروب الصليبية ومحاولات استعادة الأراضي من المسلمين في إسبانيا.

يكشف البحث عن كيفية استخدام شخصيات إسلامية في النصوص المسيحية كأدوات تعليمية للقراء المسيحيين. كما يقول فرايدنرايش: "كان هؤلاء المسلمون متشابهين بما فيه الكفاية مع اليهود لدرجة أن مؤلف هذا الحوار يمكنه ببساطة إعادة تدوير الحجج السابقة للإسلام".

يختتم الكتاب بنظرة على الإسلاموفوبيا المعاصرة ومعاداة المسلمين في الخطاب الحديث، مشيراً إلى انفصالها اليوم عن معاداة السامية. يقدم العمل مادة غنية للبحث المستقبلي في تطور العلاقات بين الأديان الثلاثة، رغم أن مقاربته الموضوعية لا تحدد بوضوح المراحل الرئيسية في التطور التاريخي للعلاقة بين كراهية اليهود والمسلمين.