كيوتو المعاصرة: عندما يلتقي الإبداع بالأصالة

أضيف بتاريخ 04/04/2025
دار سُبْحة


تشهد كيوتو، العاصمة اليابانية القديمة، تحولاً جذرياً يتجاوز صورتها النمطية التقليدية. فقد أصبحت مركزاً للإبداع المعاصر يجمع بين الماضي والحاضر بأسلوب فريد، حيث يقدم المبدعون والطهاة وأصحاب المعارض الفنية رؤية جديدة للمدينة.

وفي تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، نستكشف كيف تحولت كيوتو إلى وجهة عالمية للابتكار الثقافي والفني. فعندما أعلن رينيه ريدزيبي، مؤسس مطعم نوما الحائز على خمس جوائز كأفضل مطعم في العالم، عن نقل مطعمه إلى كيوتو في عام 2022، أثار ذلك دهشة كبيرة في الأوساط الثقافية والغذائية العالمية.

تتميز المدينة اليوم بمزيج فريد من المطاعم التجريبية والمعارض الفنية المعاصرة، مع الحفاظ على تقاليدها العريقة في صناعة اللاكيه والحرف اليدوية. وقد نجح المبدعون المحليون والدوليون في إعادة تفسير التراث الياباني بأسلوب معاصر، مما خلق هوية ثقافية جديدة للمدينة.

يقول إريك بيلو، المدير الفني السابق لمجلة "لوموند"، الذي يعيش بين باريس وكيوتو منذ عشر سنوات: "كيوتو تحتاج إلى وقت لاكتشاف روحها الحقيقية. المدينة تكشف عن أسرارها تدريجياً لمن يمنحها الوقت الكافي للتعرف عليها."

وتشهد المدينة تحولاً في قطاع السياحة، حيث تتبنى استراتيجيات مستدامة تهدف إلى تحقيق التوازن بين احتياجات السياح والمجتمع المحلي. وقد أطلقت البلدية مبادرات مثل "خطة تعزيز السياحة في كيوتو" و"السياحة المستدامة" لضمان تجربة سياحية أكثر احتراماً للبيئة والسكان.

في الوقت نفسه، يعمل الجيل الجديد من الحرفيين على تحديث الفنون التقليدية. فمثلاً، قام تاكويا تسوتسومي بتحديث متجر اللاكيه العائلي الذي يعود تاريخه إلى 115 عاماً، مقدماً رؤية معاصرة لهذا الفن العريق من خلال تطبيقه على ألواح التزلج وركوب الأمواج.

"الحياة في كيوتو تمنحك إحساساً فريداً بالتوازن بين الطبيعة والثقافة والروحانية،" كما تقول لوسيل ريبوز، مديرة مهرجان كيوتوغرافي الدولي للتصوير. "الروحانية هنا جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، من طريقة تحضير الطعام إلى العلاقة مع المعابد والمزارات المنتشرة في أنحاء المدينة."