عرف العالم الكاثوليكي يوم الأحد 7 سبتمبر 2025 حدثاً فريداً مع إعلان البابا ليون الرابع عشر رسمياً قداسة كارلو أكوتيس، المراهق الإيطالي الذي توفي عن عمر 15 عاماً سنة 2006 بسبب مرض السرطان. اكتسب كارلو شهرة واسعة بفضل شغفه الكبير بالدين والتقنية؛ فقد أنشأ مواقع إلكترونية عن المعجزات الكنسية واعتُبر رمزاً لجيل الإنترنت بفضل طريقته الحديثة في التبشير من خلال الشبكات الاجتماعية والوسائط الرقمية.
ترتكز خصوصية أكوتيس على ثلاث عناصر أساسية:
- أولاً، عمره الصغير، إذ نادراً ما يتم إعلان قداسة الأطفال غير الشهداء في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
- ثانياً، استجابته الفريدة للدعوة الدينية رغم أن عائلته غير متدينة حسب التقليد، وهي ظاهرة يراها البعض "سراً إلهياً" يُلهم الشباب اليوم.
- ثالثاً، منهجه الرقمي في الدعوة، حيث يُنظر إليه كـ"شفيع الإنترنت" أو "القديس السيبراني" الذي تمكن من تحويل التكنولوجيا إلى وسيلة للعبادة ونشر الرسالة الدينية، وألهم بذلك جيلًا جديدًا من المؤمنين في العالم الرقمي.
الأبحاث الفلسفية الحديثة تحلل كيف يرتبط مفهوم الدعوة الدينية بالواقع الافتراضي؛ فممارسات أكوتيس على الإنترنت تظهر أن التكنولوجيا يمكن أن تكون قناة روحية لكنها تحمل في الوقت ذاته مخاطر من تحويل القداسة إلى "صورة مصنوعة" وعلامة تجارية في عالم التقنية[3]. تثير الحالة نقاشاً حول حدود التفاعل بين الروحانيات والرقميات، خاصة مع تحول قبره في أسيزي إلى مزار شفاف يجمع مئات آلاف الشباب سنوياً.
ورغم تحفظ بعض علماء الدين وتساؤلات الصحافة حول المعجزات المنسوبة له، تعكس قداسته اعتراف الكنيسة بالحاجة إلى التواصل والتكيف مع الأجيال الرقمية الجديدة، واعتبار وسائل الإعلام الحديثة أداة فعالة للتبشير والتفاعل الروحي.