اختتمت اليوم الأحد بالصويرة الدورة ال 15 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية، الذي نظم على مدى أربعة أيام، وذلك بعرض بدار الصويري، الفليم الوثائقي" محاربات من أجل السلام" لمخرجته حنا أسولين.
وتلى عرض هذا الفيلم، الذي استغرقت مدته 55 دقيقة، نقاشا صريحا حول النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، وكيف يتعبأ المجتمع المدني والقوى الحية للنضال من أجل استتباب سلام دائم ومشترك بالمنطقة.
وتميز لقاء عرض هذا الفيلم الوثائقي بحضور على الخصوص مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس السيد أندري أزولاي الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور ، والمخرجة حنا أسولين، بالاضافة الى ثلة من المفكرين والجامعيين والفاعلين الجمعويين.
ويحكي هذا الفيلم تاريخ النساء الاسرائيليات والفلسطينيات، اللواتي، يدا في يد، إلتأمن داخل حركة" النساء يصنعن السلام" ، واخترن النضال سويا من أجل المطالبة ببلورة اتفاقات للسلام. حيث أوضح المشاركون في هذا اللقاء أن أزيد من 35 ألف امرأة يلتئمن ضمن هذه الحركة للتحدث لإيجاد مخرج لهذا النزاع.
وأعربت مخرجة هذا الفيلم في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، عن سعادتها واعتزازها بالتواجد بالمغرب، البلد الذي يوجد به جذورها، والذي لها ارتباط قوي به، مبرزة أن انجاز هذا الفيلم لم يكن من السهل بسبب حساسية وتعقيد القضية المتناولة.
وأكدت أن عرض هذا الفيلم بالمغرب وعلى الخصوص بمدينة الصويرة، له عدة دلالات، مبرزة أن هذا الشريط الوثائقي، المنجز مابين 2016 و2017، يبرز بورتريهات أربع نساء متميزات، اسرائيليات وفلسطينيات من أجيال متعددة، لكنهن مفعمات بالشجاعة والانسانية.
وقالت إن النساء الأربعة وجدن في النهاية " قاسم مشترك بينهن، بالنظر الى كونهن يختلفن في الرأي وأحيانا تتعارض مواقفهن، لكن يستمرن في الالتقاء لأن لديهن نفس الانشغال والخوف على أطفالهن ومستقبلهن، مما يبقيهن متحمسين ومتحلين بالارادة من اجل العمل معا لوقف هذه الدوامة اللانهائية من العنف.
ويعتبر هذا المهرجان الفني والثقافي، الذي ضم هذه السنة برمجة متنوعة وغنية شملت 12 حفلا موسيقيا متميزا، فضاء لإشاعة قيم المحبة من خلال الموسيقى بجمعه في الآن نفسه بين فنانين مسلمين ويهود، وذلك في جو من الحميمية والاحتفال والأخوة .
وتعد هذه التظاهرة، التي شاركت فيها ثلة من الفنانين المرموقين، الذين استحضروا التراث الموسيقي والفني الذي كتب ونسج لقرون من قبل موسيقيين وشعراء مسلمين ويهود ، حفلا للذاكرة التي تتيح الفرصة للتناوب بين "الآلة" و" الشعبي " و"الغرناطي" و"الحوزي"، ولكل الموسيقى الأندلسية التي استطاعت أن تواجه وتصمد في وجه تقلبات الزمن .
وتميز حفل افتتاح الدورة ال 15 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية، التي نظمت من قبل جمعية الصويرة موغادور والتي عرفت مشاركة حوالي مائة فنان موسيقي ومغني، بتنظيم سهرة فنية متميزة أحيتها أوركسترا محمد البريهي بقیادة أنس العطار، أحد أعمدة الموسیقى الأندلسیة، من خلال العزف على آلة الرباب التي تعود للقرن الثامن عشر میلادي، مصحوبا بفرقة الكورال المرموقة "عشاق الموسیقى الأندلسیة" والمنشد أحمد مربوح .
ك ما استمتع الجمهور بوصلات فنية من أداء الفنانين بنیامین بوزاكلو وحي كوركوس رفقة نجمة فن الملحون سناء مرحاتي والذين أتحفوا الحضور بأعمال فنية لسامي المغربي وألبیرت سویسا وسلیم الھلالي .
وتميز برنامج هذه الدورة، أيضا، بأداء مشترك لأيقونتان مغربيتان وهما رايموند البيضاوية والحاجة الحمداوية، وأيضا المايسترو أحمد الشرقاني رفقة مجموعته، علاوة على المجموعتين " حابيوت" و" أندلوسيوس" اللتين تضمان ثلاثين فنانا مغنيا وموسيقيا يهوديا .
كما إلتأم على نفس خشبة العرض كل من الفنانات حياة بوخريص والجزائرية ريم حقيقي والتونسية سيرين بنموسى، فضلا عن عرض خاص بالفن الاسباني الفلامينكو .
وبدار الصويري، كان عشاق الفن الأندلسي، على موعد مع كبار شعراء الأندلس "ابن العربي" و"ابن جبيرول"، من خلال حفل موسيقي ضم الفنانين سعيد بلقاضي الرائد في فن المديح والسماع، والاسباني كورو بينانا.