ألقى أستاذ الدراسات العربية والثقافة الإسلامية في معهد الدراسات العربية - الإسلامية في بريطانيا، الدكتور ديونيسيوس أجيوس، أول أمس الأربعاء بالمنامة، محاضرة بعنوان (الطريق إلى الصين..استكشاف البحر في الإسلام والعصور الوسطى). واستهل الدكتور أجيوس محاضرته بالحديث عن رحلة المسلمين خلال العصر القديم والقرون الوسطى إلى الصين من خلال روايات شخصيات عاصرت تلك الأزمنة، وأبدت انطباعاتها حول الأهمية الثقافية والمادية والتجارية للسفن الإسلامية في ذلك العصر، ودورها في حياة المجتمعات الساحلية، والتفاعل الذي كان قائما بينها، مع تسليط الضوء على التقليد العريق للملاحة البحرية في المحيط الهندي واستكشاف الطريق البحري إلى الصين.
كما تطرق المحاضر إلى الصعوبات والمعوقات التي كانت تواجه الرحلة إبحارا من منطقة الخليج إلى الصين سواء بسبب الأعاصير أو الخوف من أن تصطدم السفن بالصخور البحرية أو مصاعب أخرى، حيث اعتمد في مصادره في البحث على نصوص جغرافية وتاريخية عربية كتبها الكثير من المكتشفين والبحارة أمثال ابن حوقل، وابن بطوطة، واليعقوبي، وابن فقيه الحمداني، والمسعودي، وابن رستم، مشيرا إلى أن الرحالة ابن بطوطة يعد أول عربي مسلم تناول في مذكراته وكتاباته طريقة صناعة السفن الصينية بتفاصيلها الدقيقة.
وأبرز الدكتور أجيوس أنه لا توجد أي نصوص إسلامية تشير إلى وجود أي عمليات للقرصنة في المحيط الهندي، بالرغم من وجود بعض التصاميم على بعض السفن، مضيفا أن الإبحار إلى الصين والطريق إليها كان موجودا قبل الإسلام، ولكنه شهد تطورا وازدهارا أكبر في العصر الإسلامي.