تم العثور على المخطوطة التي تحتوي على هذه الأسطورة في عام 1587، واكتشفت في عام 1884 في بلدة ألموناسيد دي لا سييرا بإسبانيا. المخطوطة مكتوبة باللغة الخاميادو، وهي شكل من الكتابة يستخدم الحروف العربية لتدوين اللغات الرومانسية، وخاصة الإسبانية القشتالية. كانت هذه الممارسة شائعة بين الموريسكيين، وهم المسلمون الذين أجبروا على التحول إلى المسيحية بعد سقوط الأندلس، والذين سعوا للحفاظ على تراثهم الثقافي والديني في مواجهة القمع.
المحتوى والموضوعات
تحكي الأسطورة قصة أميرة وثنية تبدأ رحلة روحية بعد أن تلتقي بطائر إلهي يعلمها الممارسات والمعتقدات الإسلامية. يتناول النص عدة مواضيع هامة:
1. التحول الديني
2. الأدوار الجندرية
3. الحب الرومانسي
4. السلطة السياسية
5. الاستشهاد
الأسلوب السردي
يمتاز النص بأسلوبه السردي المتقن، حيث يتنقل بين:
- وصف مفصل للعالم الآخر
- حوارات غنية بالفكاهة والمأساة
- تطورات إبداعية في الحبكة
ومن السمات البارزة للنص هي استخدامه لسرد مؤطر، حيث تتدخل رواة القصص الشفوية خلال النص.
الأهمية التاريخية والثقافية
تشكل هذه الأسطورة قيمة كبيرة لفهم المجتمع الإسباني في القرن السادس عشر، لا سيما وجود الموريسكيين بعد محاكم التفتيش. تشهد على استمرار الثقافة والإيمان الإسلامي في سياق القمع، حيث كان استخدام اللغة العربية محظورًا ويعاقب عليه بشكل قاسٍ.
تعد "أسطورة الفتاة Carcayçiona" أكثر من مجرد حكاية بسيطة. إنها شهادة ثمينة على المقاومة الثقافية والروحية للموريسكيين، وكذلك عمل أدبي معقد يستحق دراسة متأنية لفهم الديناميات الاجتماعية والدينية والسياسية في إسبانيا ما بعد سقوط الأندلس.