تشهد ألمانيا حالياً قضية قانونية مثيرة للجدل تتمحور حول حقوق المرأة المسلمة وحرية الممارسات الدينية، حيث تخوض السيدة مريم محمد البالغة من العمر 46 عاماً معركة قضائية للمطالبة بحقها في قيادة السيارة مع ارتداء النقاب. وتواجه مريم، المولودة في مدينة آرنسبرغ الألمانية، تحدياً كبيراً مع السلطات في مدينة دوسلدورف التي ترفض منحها هذا الحق استناداً إلى القانون الذي يحظر القيادة بملابس تغطي الوجه.
بدأت رحلة مريم في المطالبة بهذا الحق منذ أربع سنوات، مدفوعة بتجاربها السلبية في وسائل النقل العام حيث تتعرض للانتقادات بسبب ارتدائها النقاب. تعمل مريم كمدلكة من منزلها، حيث تقدم خدماتها للنساء فقط، وتخلع نقابها أثناء ممارسة عملها. وتؤكد أن النقاب يمثل لها شعوراً بالحرية والسلام، معتبرة أن من حقها اختيار من يرى وجهها.
تنظر المحكمة العليا في ولاية شمال الراين وستفاليا حالياً في قضية مريم بعد استئنافها الحكم الأول الذي صدر ضدها. وتعتبر نفسها رائدة في هذا المجال، حيث ترى أن القانون الحالي يقيد حرية العديد من النساء المسلمات اللواتي يحتجن إلى قيادة السيارة لأغراض مختلفة، سواء لنقل أطفالهن إلى المدارس أو رياض الأطفال أو لقضاء احتياجاتهن اليومية.
تثير هذه القضية نقاشاً واسعاً حول التوازن بين متطلبات السلامة المرورية والحريات الدينية في المجتمع الألماني المتعدد الثقافات. وتؤكد مريم في حديثها لصحيفة BILD أن ارتداء النقاب إلزامي من وجهة نظرها الدينية، معتبرة إياه وسيلة لحماية المرأة وتعبيراً عن هويتها الدينية.