يُعد مدفن بير لاشيز في باريس واحداً من أشهر المقابر في العالم وأكثرها زيارة، حيث يقصده نحو 3 ملايين زائر سنوياً. يمتد هذا المكان المهيب على مساحة 43 هكتاراً ويضم أكثر من 75 ألف قبر، مما يجعله أكبر مساحة خضراء داخل باريس.
افتتح هذا المعلم التاريخي عام 1804 كأول مدفن عام في فرنسا، وسُمي على اسم الأب فرانسوا دي لاشيز، معرف الملك لويس الرابع عشر. صمم هذا الصرح المهندس المعماري ألكسندر برونيار كحديقة إنجليزية تجمع بين الطبيعة والفن الجنائزي.
يحتضن هذا المكان الأخير مدافن العديد من المشاهير والشخصيات التاريخية مثل شوبان وبلزاك وأوسكار وايلد وإديث بياف وجيم موريسون. كما يضم نصباً تذكارية للحروب والضحايا وحائط الفيدراليين الشهير.
يتميز هذا الموقع بتنوعه البيولوجي الغني، حيث يأوي 80 نوعاً من الطيور و4000 شجرة. ويشكل موطناً للعديد من الحيوانات البرية كالثعالب.
يشرف على هذا المعلم حالياً المحافظ بنوا غالو الذي يسعى للموازنة بين احترام الراقدين والحفاظ على الطبيعة. ولا يزال هذا المدفن يستقبل الدفن للباريسيين فقط مع توفر نحو 100 قبر سنوياً.
يجمع هذا المكان المقدس بين وظيفته الأساسية كمثوى أخير ودوره كمتحف مفتوح يجذب السياح من كل أنحاء العالم. ويبقى شاهداً حياً على تاريخ فرنسا وتطور علاقة المجتمع بالموت عبر القرون.