شهدت الأرجنتين حدثاً تاريخياً فريداً من نوعه في الصالون الأبيض بالقصر الرئاسي (كاسا روسادا)، حيث أدى جيراردو فيرتاين اليمين الدستورية كوزير جديد للخارجية في مراسم تميزت بطابعها الروحاني غير المسبوق. وللمرة الأولى في تاريخ البلاد، جرى أداء اليمين على نسخة من التوراة اليهودية، في خطوة تعكس التحول الملحوظ في المشهد السياسي الأرجنتيني.
وخلال المراسم، قدم الرئيس خافيير ميلي تفسيراً عميقاً لمقطع "ليخ ليخا" من التوراة، وهو النص الذي يروي قصة رحلة النبي إبراهيم. وقد ربط ميلي بين هذه الرحلة الروحانية ومهمة فيرتاين الجديدة، مشيراً إلى أن هذا المقطع يحمل دلالات عميقة تتناسب مع المسؤوليات الدبلوماسية المنتظرة.
يأتي تعيين فيرتاين (68 عاماً) عقب إقالة سلفه ديانا موندينو، على خلفية تصويتها لصالح رفع الحظر الأمريكي عن كوبا. ويُتوقع من الوزير الجديد، وهو رجل أعمال معروف بعلاقاته الوثيقة مع المؤسسة الأمريكية، أن يقود عملية إعادة هيكلة شاملة للسلك الدبلوماسي الأرجنتيني، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
تعكس هذه المراسم غير التقليدية تحولاً مهماً في السياسة الخارجية الأرجنتينية، وتؤكد على الأهمية المتزايدة للعلاقات الأرجنتينية-الإسرائيلية، كما تبرز الارتباط الشخصي للرئيس ميلي بالتقاليد اليهودية. وتفتح هذه الخطوة الباب أمام مرحلة جديدة في العلاقات الدبلوماسية للأرجنتين مع شركائها الاستراتيجيين.