التجديف والإيمان: احترام الإنسان لا احترام الأفكار

أضيف بتاريخ 11/13/2024
عن جاكلين شابي


لا يمكن إهانة فكرة، ولكن يمكن إهانة إنسان. الاحترام والأدب والمجاملة هي سلوكيات تجري بين البشر، وليس بين البشر والأفكار المجردة. الفكرة أو المعتقد يمكن قبولهما أو رفضهما، دعمهما أو معارضتهما. والأهم من ذلك، يمكن مشاركة الأفكار والمعتقدات، كما يمكن السخرية منها.

عندما نخضع فكرة أو معتقداً لمبدأ السلطة، تتحول إلى عقيدة جامدة. هذا التعصب العقائدي يمكن أن يكون دينياً أو غير ديني. فالأيديولوجيا أو الدين الذي يطالب بسلطة مطلقة يسعى لإخضاع غير المؤمنين به، مما يؤدي حتماً إلى انتهاك حرية الإنسان.

يجب على كل إنسان أن يحترم الآخر باعتباره إنساناً مثله، حتى وإن اختلفت أفكاره ومعتقداته. كما يجب أن نتذكر أن الضحك من سمات البشر، ويمكننا كبشر أن نضحك على كل شيء - على أنفسنا وعلى الآخرين. احترام الآخر لا يعني منعه من الضحك أو رسم الكاريكاتير لأي شخص، حتى لو كان إلهاً أو نبياً.

الإله أو النبي لا يكون كذلك إلا لمن يؤمن به. وبالمثل، نحن نسيء إلى الإنسان وليس إلى معتقده. نسيء إلى الإنسان عندما نشتمه، لكن مناقشة معتقده أو الضحك عليه ليس إساءة له. نحن نهين الكائن الحي، ولا نهين الفكرة.

الخلط بين الإنسان ككائن حي والصورة التي تمثل فكرة أو معتقداً هو أساس المشكلة. كما يقول القرآن عن الأصنام التي رفضها إبراهيم، فهي لا تتكلم ولا تتحرك لأنها ليست حية. عندما نعبد أفكارنا ومعتقداتنا لدرجة فرضها على الآخرين، نصبح عُبّاد أصنام، كما قال إبراهيم لقومه.

المصدر: نص مترجم عن الفرنسية - يوتيوب