إيران تفتتح عيادة نفسية "لعلاج" النساء الرافضات للحجاب

أضيف بتاريخ 11/27/2024
دار سُبْحة

 إيران تفتتح عيادة نفسية في طهران لمعالجة النساء الرافضات للحجاب، مما أثار جدلاً دولياً واسعاً. هذا الإجراء يعكس تشديداً جديداً في سياسة النظام تجاه الحجاب الإلزامي.



تهدف العيادة، وفقاً للسلطات الإيرانية، إلى تقديم ما يسمى بـ "العلاج العلمي والنفسي" للنساء، بهدف تعزيز ما تصفه بـ "الكرامة والتواضع والعفة". يشرف على العيادة خبراء في "فلسفة وقيم الحجاب"، حيث يقدمون استشارات نفسية ودورات تعليمية، في محاولة لإقناع النساء بتبني اللباس المتوافق مع المعايير الإسلامية.

يأتي هذا التطور في سياق تصاعد القمع ضد المعارضين لقوانين الحجاب الإلزامي، خاصة بعد الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت إثر وفاة مهسا أميني في سبتمبر 2022. وقد شهدت الفترة الأخيرة تزايداً في الإجراءات العقابية، من غرامات وفصل من العمل إلى حرمان من الخدمات العامة، وصولاً إلى العلاج النفسي الإجباري.

لقد أثار افتتاح هذه العيادة موجة من الانتقادات الدولية، حيث نددت منظمات حقوق الإنسان، وعلى رأسها منظمة العفو الدولية، باستغلال الطب النفسي كأداة للقمع السياسي. كما عبر مختصون إيرانيون في الصحة النفسية عن رفضهم لهذا التوجه، مؤكدين أن التشخيص النفسي يجب أن يبقى في إطاره الطبي المهني.

يرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس فشل النظام في مواجهة المقاومة المتزايدة للنساء الإيرانيات، اللواتي يواصلن التحدي بالظهور دون حجاب في الأماكن العامة، رغم كل إجراءات القمع والترهيب. وتبقى هذه العيادة شاهداً على محاولات السلطات المستمرة للسيطرة على حرية المرأة الإيرانية وخياراتها الشخصية.

إن هذا التطور يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل الحريات الشخصية في إيران، ويعكس الصراع المستمر بين سلطة تتمسك بفرض قيودها وشعب يتطلع إلى مزيد من الحرية والكرامة الإنسانية.