شهدت كنيسة القديس بطرس في لوسيرن السويسرية تجربة مبتكرة: تركيب نظام ذكاء اصطناعي في كرسي الاعتراف يحاكي “شخصية السيد المسيح”، ليتحاور مع المصلين حول قضايا الإيمان والحياة المعاصرة.
هذا المشروع المبتكر، الذي أطلق عليه اسم "ديوس إن ماكينا" (الإله في الآلة)، يعتمد على تقنيات متطورة تشمل نظام GPT-4 من OpenAI للذكاء الاصطناعي ونظام Whisper للتعرف على الصوت، مع استخدام تقنية Heygen AI لإنشاء الصور المرئية. ومن المثير للاهتمام أن هذا النظام يمتلك القدرة على التواصل بما يقرب من 100 لغة مختلفة، مما يجعله متاحاً لشريحة واسعة من الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وقد شارك في هذه التجربة الفريدة حوالي ألف شخص، معظمهم من المسيحيين، إلى جانب مشاركين من خلفيات دينية مختلفة وملحدين. وكانت النتائج لافتة للنظر، حيث وصف ثلثا المشاركين التجربة بأنها روحانية، مؤكدين أن إجابات الذكاء الاصطناعي كانت مفيدة ومريحة نفسياً. ومع ذلك، رأى البعض أن التفاعلات كانت سطحية وتفتقر إلى العمق الروحي المطلوب.
يؤكد القائمون على المشروع أن الهدف لم يكن استبدال الاعتراف التقليدي، بل إثارة النقاش حول دور التكنولوجيا المتزايد في المجال الديني. وقد أثار المشروع نقاشات أخلاقية مهمة حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في السياق الديني، مع الحرص على اختبار النظام بدقة لتجنب أي إجابات تتعارض مع العقائد الدينية.
فتح مشروع "ديوس إن ماكينا" باباً جديداً لدمج التكنولوجيا في الممارسات الدينية، رغم الجدل الذي أثاره. يمثل هذا المشروع توجهاً معاصراً يوازن بين متطلبات العصر الرقمي وأصالة التعاليم الروحية