في مقابلة حصرية مع مجلة Foreign Policy، يقدم آرون زيلين، الخبير في شؤون الإرهاب وزميل أول في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تحليلاً معمقاً لتطور أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، وتحول هيئة تحرير الشام من تنظيم مرتبط بالقاعدة إلى قوة حكم محلية.
يكشف التحليل عن مسار معقد بدأ بمشاركة الجولاني في حرب العراق كمقاتل أجنبي، مروراً بقيادته لجبهة النصرة، وصولاً إلى تأسيس هيئة تحرير الشام. وقد شهد عام 2016 نقطة تحول محورية عندما قطع الجولاني علاقاته مع تنظيم القاعدة، متجهاً نحو مشروع حكم محلي من خلال حكومة الإنقاذ السورية.
تتميز استراتيجية هيئة تحرير الشام الحالية بالبراغماتية السياسية، مع الحفاظ على توجه إسلامي محافظ. وعلى الرغم من أن المنظمة لا تزال مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، إلا أن سلوكها العملي يظهر تحولاً جذرياً عن أيديولوجية القاعدة وداعش، خاصة في محاربتها للتنظيمات المتطرفة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
يواجه الجولاني تحديات كبيرة في إقناع المجتمع الدولي بمصداقية تحوله، خاصة مع وجود مكافأة أمريكية قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات عنه. ومع ذلك، فإن نهجه في الحكم يختلف بشكل ملحوظ عن النموذج المتطرف لتنظيم القاعدة، حيث يركز على الحكم المحلي والاستقرار الإقليمي.