الذكاء الاصطناعي والمقدسات الدينية: جدل يثير تساؤلات أخلاقية وشرعية

أضيف بتاريخ 12/23/2024
دار سُبْحة

أثارت المغنية العالمية مادونا موجة من الجدل والاستنكار في الأوساط الدينية بعد نشرها صوراً مصطنعة تجمعها مع قداسة البابا فرانسيس في وضعية حميمة، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الرموز الدينية المقدسة.



نشرت المغنية البالغة من العمر 66 عاماً على حسابها في إنستغرام صورتين مُنتجتين بتقنية الذكاء الاصطناعي تُظهرانها مع البابا فرانسيس في وضعية مثيرة للجدل، حيث تظهر وهي ترتدي الدانتيل بينما يحتضنها البابا. وقد أشارت في منشورها إلى حساب "rickdick_" الذي قام بإنتاج هذه الصور.

وفور نشر الصور، اندلعت موجة غضب عارمة في المجتمع المسيحي العالمي، حيث اعتبر الكاثوليك أن هذا العمل يمثل إساءة مباشرة للكنيسة ورموزها المقدسة. ووصف موقع "بريمير كريستيان نيوز" المسيحي الصور بأنها "غير محترمة" و"غير أخلاقية"، محذراً من تأثيرها السلبي على صورة البابا وهيبة الكنيسة.

ويأتي هذا التصرف في سياق تاريخ طويل من الاستفزاز الديني لمادونا، التي سبق أن تم حرمانها من الكنيسة الكاثوليكية ثلاث مرات بسبب استخدامها المثير للجدل للرموز المسيحية في أعمالها الفنية. وكانت قد أثارت جدلاً مماثلاً عام 1989 في أغنيتها "Like a Prayer" حيث ظهرت ترقص بين الصلبان المحترقة، مما دفع البابا يوحنا بولس الثاني آنذاك إلى دعوة المؤمنين لمقاطعة أعمالها.

وفي محاولة سابقة للتواصل مع الفاتيكان، كانت مادونا قد غردت قبل عامين مخاطبة البابا فرانسيس: "أنا كاثوليكية جيدة... هل من الممكن أن نلتقي يوماً ما لمناقشة بعض الأمور المهمة؟ لقد تم حرماني من الكنيسة ثلاث مرات. لا يبدو الأمر عادلاً."

ويرى مراقبون أن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج صور تمس المقدسات الدينية يفتح باباً خطيراً قد يؤدي إلى تأجيج النزاعات الدينية والطائفية، خاصة مع سهولة إنتاج وتداول مثل هذا المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.