كشف فيلم وثائقي عن تفاصيل مثيرة حول قضية مقتل الرهبان الفرنسيين في تيبحيرين بالجزائر عام 1996، والتي ظلت لغزًا محيرًا لأكثر من 15 عامًا. وفقًا للوثائقي، فإن الجنرال توفيق والجنرال إسماعيل العماري هما المسؤولان عن قتل وقطع رؤوس الرهبان السبعة، وليس الجماعة الإسلامية المسلحة (GIA) كما كان يُعتقد سابقًا.
يشير الفيلم إلى أن الجنرالين قاما بتحرير بيان باسم الجماعة الإسلامية المسلحة، حمل توقيع زعيمها جمال زيتوني، يعلن فيه مسؤولية الجماعة عن عملية الاختطاف والقتل. هذا الكشف يأتي بعد سنوات من التحقيقات والاتهامات المتبادلة بين الجنرالات الجزائريين والسلطات القضائية الفرنسية حول حقيقة ما حدث.
وفقًا للمعلومات الواردة في الوثائقي، فإن السلطات الفرنسية قد رفعت السرية عن نتائج التحقيق، مما كشف عن تورط الجيش الجزائري في الجريمة. كما أظهرت تحقيقات أخرى أن الجماعة الإسلامية المسلحة نفسها كانت مرتبطة بالجيش، حيث تم وضع عميل للمخابرات الجزائرية على رأس الجماعة.
يسلط الوثائقي الضوء أيضًا على دور جمال زيتوني، الذي يُزعم أنه كان مسؤولاً عن العديد من المجازر التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الجزائريين، معظمهم من النساء والأطفال. ومن أشهر هذه المجازر مذبحة بن طلحة، التي قُتل فيها أكثر من 200 مدني جزائري.
هذه الكشوفات تثير تساؤلات جديدة حول الصراع الداخلي في الجزائر خلال التسعينيات، وتلقي الضوء على تعقيدات الوضع السياسي والأمني في البلاد خلال تلك الفترة. كما تفتح الباب أمام مزيد من التحقيقات والمساءلات حول دور بعض القيادات العسكرية في الأحداث الدموية التي شهدتها الجزائر.