التفسير الدلالي للقرآن: نحو فهم معاصر للنص المقدس

أضيف بتاريخ 03/12/2025
دار سُبْحة


يشكل التفسير الدلالي للقرآن الكريم منهجاً متجدداً في فهم معاني النص القرآني، حيث يربط بين السياق التاريخي واللغوي الذي نزل فيه القرآن وبين واقعنا المعاصر. فالقرآن لم ينزل ككتاب مكتمل، بل جاء قولاً متدرجاً على مدى 23 عاماً، يخاطب مجتمعاً ويطوره.

يؤكد الدكتور شيخموس دمير، رئيس الجامعة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا في غازي عنتاب، أن فهم السياق التاريخي والاجتماعي للآيات ضروري لتجنب التفسيرات المغلوطة. فمثلاً، كلمة "القوم" في القرآن كانت تستخدم للرجال لأنهم كانوا يشكلون المجموعات المتحركة في التجارة والحرب، ولم تكن تشمل النساء كما نفهمها اليوم.

ويوضح دمير أن القرآن غيّر دلالات الكلمات العربية وربطها بالله. فكلمة "الزكاة" مثلاً كانت تعني النمو والزيادة في الجاهلية، لكن القرآن أضاف إليها معنى الطهارة الروحية والارتباط بالله. وهكذا مع كلمات أخرى مثل "التقوى" و"الصبر".

وفي مشروع بحثي ضخم يضم 400 باحث، يعمل دمير على إعداد معجم دلالي تاريخي لكلمات القرآن، يتتبع معانيها في اللغات السامية القديمة والشعر الجاهلي وصولاً إلى عصر التدوين. الهدف ليس استخراج العلوم والمعارف من القرآن، بل تطوير العلوم والمعرفة بعقل يسترشد بالقرآن.