تتربع دولة الفاتيكان على عرش الفرادة بين دول العالم. حيث تمتزج فيها عراقة التاريخ مع خصوصية الحاضر في مساحة لا تتجاوز نصف كيلومتر مربع. هذه الدولة الثيوقراطية، التي تتخذ من قلب روما مقراً لها، تضم مجتمعاً فريداً يجمع بين الروحانية والدبلوماسية في نسيج واحد.
يعيش في الفاتيكان 618 مواطناً. منهم 246 فقط يقيمون داخل أسوارها، بينما يعمل الباقون كدبلوماسيين بابويين في مختلف أنحاء العالم. وتتميز هذه الدولة بنظام فريد للجنسية، إذ لا تُمنح بالولادة، بل ترتبط حصراً بالمناصب والوظائف لفترات محددة.
شهدت السنوات الأخيرة تزايداً في الدور النسائي داخل أروقة الفاتيكان، حيث ارتفعت نسبة النساء في المناصب الإدارية من 19% إلى 26% خلال العقد الماضي. وتُعد الراهبة سيمونا برامبيلا نموذجاً بارزاً لهذا التحول، حيث أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة الرهبانيات الكاثوليكية على مستوى العالم.
يعود تاريخ الحرس السويسري إلى عام 1506، عنصراً أساسياً في هوية الفاتيكان. يضم هذا الفيلق العسكري 135 فرداً، ويشترط في أعضائه الجنسية السويسرية والكاثوليكية، إضافة إلى معايير تشمل الطول والعمر والحالة الاجتماعية.
وعلى الصعيد الأمني، يتولى درك الفاتيكان مهام حماية البابا والدولة، مستخدماً أحدث التقنيات الأمنية. ويضم وحدة خاصة للتدخل السريع. كما تمتلك الدولة منشآت قضائية متواضعة، تشمل زنزانة واحدة، علماً أن عقوبة الإعدام ألغيت فيها منذ عام 1969.
يتميز الفاتيكان بنظام اقتصادي فريد، حيث يُعفى مواطنوه من الضرائب، بما في ذلك البابا نفسه الذي لا يتقاضى راتباً. وتُعد المدينة وجهة تسوق مميزة، إذ تضم متجراً متعدد الأقسام يوفر سلعاً معفاة من الرسوم الجمركية، من الملابس إلى التكنولوجيا والمجوهرات.
أما عن الحياة اليومية للبابا، فتتنوع بين إقامة القداديس وعقد الاجتماعات العامة والخاصة، وكتابة الرسائل البابوية التي تعالج القضايا المعاصرة. ويُعرف عن البابا فرانسيس خروجه عن التقاليد في تفاصيل عديدة، منها تفضيله ارتداء أحذية سوداء بسيطة، متخلياً عن الأحذية الحمراء التقليدية التي ترمز إلى دم المسيح في التقاليد الكنسية.