للسنة الثانية على التوالي، قررت السلطات التونسية إلغاء الفعاليات التقليدية المرتبطة باحتفالات عيد الحاخام شمعون بار يوشاي في جزيرة جربة، التي تُعد موطن الجالية اليهودية الأكبر في تونس. هذا العام، اقتصر تنظيم الاحتفالات، التي تبدأ في منتصف مايو وتستمر أسبوعاً، على أداء الطقوس الدينية داخل كنيس الغريبة الشهير، مع منع قدوم الزوار اليهود من خارج البلاد. فقط يهود تونس بالمشاركة.
يأتي هذا القرار في ظل أجواء أمنية مشحونة، على خلفية حوادث استهدفت أفراداً من الجالية اليهودية مؤخراً. كان آخرها اعتداء بسلاح أبيض على صائغ يهودي في جربة، والذي أثار قلقاً واسعاً رغم عدم وضوح دوافعه حتى الآن. كما لا تزال تداعيات حادثة إطلاق النار التي وقعت قبل عامين خلال احتفالات الحاخام شمعون بار يوشاي حاضرة في الذاكرة، حيث أودت بحياة زائرين يهوديين وعدد من عناصر الأمن.
السلطات التونسية رسمياً بين قرار إلغاء الفعاليات وهذه الأحداث، إلا أن السياق الإقليمي، خاصة استمرار الحرب في غزة، زاد من حدة التوترات، وأدى إلى تصاعد المخاوف لدى الجالية اليهودية المحلية. في المقابل، شددت هيئة تنظيم الزيارة السنوية لكنيس الغريبة على تقديرها لجهود السلطات لضمان أمن الجالية، مؤكدة أن تونس ستبقى أرضاً للتسامح والتعايش.
من جهة أخرى، أثارت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الداعية لحماية يهود تونس استياءً واسعاً في الأوساط التونسية. واعتُبرت هذه التصريحات تدخلاً في الشأن الداخلي. وأكد ممثلو الجالية اليهودية أنهم تونسيون ويقعون تحت حماية الدولة التونسية.
تحتضن جزيرة جربة نحو 1500 يهودي تونسي. ويُعد كنيس الغريبة من أقدم المعابد اليهودية في إفريقيا. ويشكل موسم زيارته حدثاً دينياً وسياحياً سنوياً بارزاً، كان يجذب الآلاف من الزوار اليهود من مختلف أنحاء العالم قبل تقييد الفعاليات في العامين الأخيرين.