أيقونة السلام تولد من رماد الحرب: زيلينسكي يهدي البابا ليو الرابع عشر هدية استثنائية

أضيف بتاريخ 05/26/2025
دار سُبْحة


في مشهد مؤثر في الفاتيكان، قدّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للبابا ليو الرابع عشر أيقونة للعذراء مريم والطفل يسوع، مرسومة على قطعة من صندوق ذخيرة مدفعي تم جمعه من ساحة المعركة في إزيوم شرق أوكرانيا. تحمل هذه الهدية رمزية عميقة، إذ تجمع بين الألم والأمل، بين آثار الدمار وإشراق الإيمان، وتبعث برسالة قوية عن قدرة الإنسان على تحويل أدوات الحرب إلى رموز للسلام والرحمة.

اختار زيلينسكي قطعة الخشب هذه بعناية، فهي ليست مجرد أثر مادي من أرض المعركة، بل شاهد صامت على معاناة شعب كامل، وتحديدًا الأطفال الأوكرانيين الذين تعرضوا للتهجير القسري بسبب النزاع. تحويل صندوق كان يومًا يحمل أدوات الموت إلى لوحة تجسّد الحنان والأمل، يعكس رغبة الأوكرانيين العميقة في إنهاء الحرب وبناء مستقبل أفضل لأطفالهم.

في لقائهما، أعرب البابا ليو الرابع عشر عن تضامنه مع الشعب الأوكراني، مؤكدًا أن الكنيسة الكاثوليكية تقف مع الضحايا وتدعم كل مبادرة حقيقية تفضي إلى تحقيق السلام ووقف النزاع. كان اللقاء رسالة واضحة بأن الفاتيكان لا ينظر إلى الحرب في أوكرانيا كمجرد صراع جغرافي سياسي، بل كأزمة إنسانية تتطلب تحركًا أخلاقيًا وروحيًا عاجلًا.

هذه الأيقونة تحمل في طياتها رمزية مزدوجة. فهي من جهة، تذكير بفظاعة الحرب وآثارها على المدنيين، ومن جهة أخرى، تجسيد للأمل في ولادة جديدة قوامها السلام والمصالحة. اختلطت دموع الألم مع لمسة الإيمان، فخرج العمل كرسالة كونية تتجاوز حدود أوكرانيا، لتدعو العالم بأسره للتأمل في معنى الإنسانية والتسامح وسط الدمار.

مع كل مبادرة من هذا النوع، تتجدد الآمال بأن يكون السلام ممكنًا إذا تحولت القلوب والعقول من طريق الانتقام والقوة إلى درب الرحمة والحوار. هدية زيلينسكي للبابا ليست فقط رمزًا فنيًا، بل إشعار بأن صوت الضحايا يمكنه أن يتغلّب على صخب المدافع، وأن أرواح الأطفال المفقودين ستظل تنشد العدالة والطمأنينة في حضن العالم.