لبنان وإسرائيل: التطبيع بين الواقع السياسي والرفض الشعبي

أضيف بتاريخ 05/31/2025
دار سُبْحة

أثارت تصريحات رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام حول التطبيع مع إسرائيل نقاشاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، بعدما أكد في مقابلة إعلامية أن التطبيع هو جزء لا يتجزأ من السلام الذي يطمح إليه لبنان في المستقبل القريب، وليس البعيد. هذا التصريح، الذي جاء في سياق الحديث عن المبادرة العربية للسلام، أعاد إلى الواجهة الجدل حول الموقف اللبناني الرسمي من مسألة التطبيع، خاصة في ظل استمرار التوترات على الحدود الجنوبية وتصاعد الضغوط الدولية والإقليمية لإيجاد حلول سياسية للنزاع القائم.

سلام شدد في حديثه على أن التطبيع ليس هدفاً بحد ذاته، بل هو نتيجة طبيعية لسلام عادل وشامل يضمن الحقوق الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية التي أُقرت في قمة بيروت عام 2002. وأكد أن لبنان ملتزم بهذا الإطار، وأن أي حديث عن علاقات طبيعية مع إسرائيل يجب أن يسبقه حل عادل للقضية الفلسطينية، بما في ذلك قيام دولة فلسطينية مستقلة وعودة اللاجئين. في المقابل، واجهت هذه التصريحات رفضاً واسعاً من مختلف القوى السياسية اللبنانية التي ترى في أي نقاش حول التطبيع خروجاً عن الإجماع الوطني وتفريطاً بالحقوق العربية والفلسطينية.

في ظل هذه المعادلة المعقدة، يبقى موقف لبنان الرسمي ثابتاً على رفض التطبيع قبل تحقيق شروط السلام العادل، بينما يستمر الجدل حول مدى قدرة الدولة اللبنانية على مقاومة الضغوط الخارجية، والحفاظ على وحدة الموقف الداخلي في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة. تصريحات سلام تعكس محاولة لإعادة التأكيد على ثوابت السياسة اللبنانية، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام أي مبادرة تحقق السلام الشامل دون المساس بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.