مسيرة بين الأديان في فيلوربان: المسلمون واليهود والمسيحيون يتحدون ضد الكراهية

أضيف بتاريخ 06/10/2025
دار سُبْحة


شارك أكثر من 200 شخص من المسلمين واليهود والكاثوليك في مسيرة مشتركة يوم الاثنين 9 يونيو 2025 في مدينة فيلوربان، وذلك كرد فعل على حادثة حرق متعمد للمصحف داخل مسجد الرحمة في المدينة مطلع الشهر الجاري. جاءت هذه المبادرة في ظل تصاعد التوترات المرتبطة بالأحداث الدولية وارتفاع الأعمال المعادية للمسلمين واليهود في منطقة ليون الكبرى.

انطلقت المسيرة بمبادرة من قادة دينيين محليين، حيث اجتمع ممثلو مسجد الرحمة وكنيسة سانت مادلين وكنيس كيرين أور، بهدف التأكيد على وحدة المؤمنين في مواجهة الكراهية وتعزيز الحوار بين الأديان وإبراز قيم التعايش في مدينة عُرفت تاريخياً باحترامها للاختلافات.

مرت المسيرة بثلاث محطات رمزية: كنيسة سانت مادلين، ثم كنيس كيرين أور، وصولاً إلى مسجد الرحمة، قبل أن تنتهي أمام مقر البلدية حيث استقبلهم رئيس البلدية سيدريك فان ستيفنديل. هذا المسار جسّد رغبة المشاركين في ربط الديانات الثلاث الرئيسية وإظهار تضامنهم ضد تصاعد خطابات الكراهية.

أكد المشاركون على أهمية اللقاء والحوار خاصة في ظل التوترات الدولية التي تلقي بظلالها على الأجواء المحلية. شدد العديد منهم على ضرورة التصدي للعنف والكراهية، والعمل على تعزيز التفاهم بين الأديان. كما أشار القادة الدينيون إلى أن هذه المبادرات هي ثمرة عمل طويل الأمد يقوم على لقاءات منتظمة وأنشطة مشتركة وفتح دور العبادة أمام الجميع لمحاربة الأحكام المسبقة.

تأتي هذه المسيرة في وقت تشهد فيه المدينة تزايداً في الاعتداءات على المسلمين واليهود، وتندرج ضمن جهود أوسع للمجتمع المدني لمواجهة أجواء الاستقطاب والتوتر. ورغم أن هذه الخطوة لاقت ترحيباً واسعاً، إلا أن بعض المشاركين شددوا على أن الحوار وحده لا يكفي لمواجهة تصاعد العنف والتمييز، لكنهم يأملون أن تلهم هذه المبادرة مدناً أخرى وتساهم في إعادة بناء الثقة والتآخي في المجتمع.