أثار الزعيم الروحي للتبت، الدالاي لاما، جدلاً جديداً بعد أن أعلن في رسالة مصورة أن اختيار خليفته سيكون من صلاحيات صندوق "غادن فودرونغ" الذي أسسه بنفسه، مؤكداً أنه "لا يحق لأي جهة أخرى التدخل في هذا الشأن". جاء هذا التصريح في الذكرى التسعين لميلاده، خلال احتفالات أُقيمت في ديرامسالا بالهند، حيث يعيش في المنفى منذ عام 1959 عقب انتفاضة فاشلة ضد الحكم الصيني في التبت.
في التقاليد البوذية التبتية، يُعتبر الدالاي لاما زعيماً روحياً يُختار بعد عملية دقيقة يقوم بها الرهبان، تعتمد على إشارات ورؤى لتحديد الطفل الذي يُعتقد أنه تجسيد جديد لروح الدالاي لاما السابقة. وقد تم اختيار الدالاي لاما الحالي عندما كان في الثانية من عمره، ونُصّب رسمياً في سن الرابعة.
تصريحات الدالاي لاما جاءت رداً على محاولات الصين فرض وصايتها على عملية اختيار الزعيم الروحي المقبل، حيث أعلنت بكين أن أي خليفة يجب أن يكون من داخل الصين ويحظى بموافقة الحكومة الصينية. هذا التوتر يعكس الصراع المستمر حول هوية التبت واستقلاليتها الدينية والسياسية، ويضع مستقبل القيادة الروحية للتبت في قلب مواجهة جيوسياسية متجددة.