شهدت تركيا تصاعداً في التوترات بعد اعتقال أربعة من العاملين في مجلة "ليمان" الساخرة، بينهم رسام الكاريكاتير صاحب الرسم الذي أثار الجدل، وذلك ضمن ستة أشخاص صدرت بحقهم مذكرات توقيف بتهمة "الإساءة العلنية للقيم الدينية". وتأتي هذه الاعتقالات عقب نشر رسم اعتبرته السلطات التركية "سخرية من النبي محمد"، ما أثار موجة استنكار واسعة في الأوساط الدينية والسياسية.
الرئيس رجب طيب أردوغان وصف الرسم بأنه "استفزاز دنيء"، داعياً إلى التصدي لما اعتبره "تعدياً على المقدسات الدينية". وتأتي هذه الحادثة في سياق مناخ متوتر في تركيا، حيث تتزايد القيود على حرية التعبير، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الدينية.
من جانبها، أعربت منظمات حقوقية وصحفية عن قلقها من تصاعد حملات التضييق على الصحافة الساخرة وحرية التعبير، معتبرة أن اللجوء إلى الاعتقالات والمحاكمات الجنائية ضد الصحفيين يهدد المشهد الإعلامي التركي ويقوض النقاش العام حول حدود النقد والسخرية في المجتمع.
تعكس هذه القضية التوتر الدائم بين حرية التعبير واحترام المقدسات الدينية في تركيا، وتعيد طرح تساؤلات حول مستقبل الصحافة المستقلة في ظل الضغوط السياسية والاجتماعية المتزايدة.