شهدت قضية مقتل الإمام المالي الشاب أبوبكر سيسي، البالغ من العمر 22 عاماً، داخل مسجد "لا غراند-كومب" في منطقة غار جنوب فرنسا، تطوراً جديداً بعد أن خلصت أول خبرة نفسية قضائية إلى أن الجاني، أوليفييه هادزوفيتش، كان في حالة "إلغاء تام للإدراك والسيطرة على أفعاله" وقت ارتكاب الجريمة في أبريل الماضي1234. الخبرة، التي أُجريت في 11 يونيو، شخصت حالة المتهم على أنها "اضطراب نفسي حاد من نوع الفصام"، مع سيطرة هلوسات سمعية وأعراض انفصالية دفعته إلى تنفيذ جريمته دون وعي أو دافع عقلاني2567.
الجاني، البالغ من العمر 20 عاماً، كان قد طعن الضحية 57 مرة داخل قاعة الصلاة، ثم فر إلى إيطاليا حيث سلم نفسه للشرطة قبل أن يُرحّل إلى فرنسا. بعد توقيفه، تم إيداعه وحدة متخصصة في الطب النفسي، في حين أشار محاميه منذ البداية إلى وجود مشاكل نفسية خطيرة1284.
القضاء الفرنسي أمر بإجراء خبرة ثانية مشتركة لتأكيد أو نفي نتائج الخبرة الأولى، إذ إن إعلان "عدم المسؤولية الجنائية" يعني أن المتهم لن يُحاكم أمام محكمة الجنايات، بل سيخضع لإجراءات علاجية قسرية داخل مؤسسة نفسية، ما يثير صدمة وألماً لدى عائلة الضحية والمجتمع المسلم في فرنسا194.
القضية أعادت الجدل حول كيفية التعامل القضائي مع الجرائم ذات البعد الديني في حال وجود اضطرابات نفسية، وحدود العدالة بين حماية المجتمع واحترام حقوق المرضى النفسيين.