بلجيكا تشهد أول محاكمة من نوعها: جهادي متهم بجريمة إبادة ضد الإيزيديين

أضيف بتاريخ 07/04/2025
دار سُبْحة


تستعد بلجيكا في نوفمبر المقبل لتنظيم أول محاكمة جنائية من نوعها في تاريخها، حيث سيُحاكم الجهادي البلجيكي سامي جيدو غيابياً بتهمة ارتكاب جريمة إبادة وجرائم استعباد بحق ثلاث نساء إيزيديات في سوريا. هذه القضية، التي يتولاها الادعاء الفيدرالي، تمثل سابقة قانونية في البلاد، إذ لم يسبق أن وُجهت تهم "جريمة إبادة" أمام محكمة الجنايات البلجيكية في سياق الجرائم المرتكبة ضد الإيزيديين12.

بحسب التحقيقات، يُتهم جيدو، الذي يُعتقد أنه كان من عناصر تنظيم "داعش"، بالمشاركة في عمليات خطف واستعباد جنسي لنساء وفتيات إيزيديات خلال سيطرة التنظيم على مناطق واسعة من سوريا والعراق. وتأتي هذه المحاكمة في ظل جهود أوروبية متزايدة لملاحقة الجهاديين الأجانب المتورطين في جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة، خاصة بعد أن وثقت منظمات حقوقية ودولية شهادات مروعة عن عمليات استعباد واغتصاب ممنهجة تعرضت لها النساء الإيزيديات على يد مقاتلي التنظيم34.

القضية البلجيكية تواكب تطورات مماثلة في دول أوروبية أخرى، حيث بدأت محاكمات تاريخية في فرنسا وألمانيا والسويد ضد متهمين بارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية بحق الإيزيديين، في محاولة لإنصاف الضحايا ومحاسبة الجناة، حتى في حال غيابهم أو وفاتهم المفترضة567.

هذه المحاكمة تشكل خطوة مهمة في مسار العدالة الدولية، وتسلط الضوء على مسؤولية الدول الأوروبية في ملاحقة مواطنيها المتورطين في جرائم كبرى خارج حدودها، وتعيد إلى الواجهة معاناة الإيزيديين الذين لا يزال كثير من نسائهم وأطفالهم في عداد المفقودين أو الأسرى حتى اليوم.