شهدت فرنسا خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 ارتفاعاً حاداً في الاعتداءات المعادية للمسلمين. حيث أعلنت وزارة الداخلية عن زيادة بنسبة 75% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. فقد تم تسجيل 145 حادثة معادية للمسلمين بين يناير ومايو، مقابل 83 فقط في العام السابق. الأخطر أن الاعتداءات الجسدية ضد الأشخاص تضاعفت ثلاث مرات، لتبلغ 99 حالة، أي أكثر من ثلثي مجموع الحوادث المسجلة. في حين لم تتجاوز 32 حالة في الفترة نفسها من 2024
هذا التصاعد يأتي في سياق توتر اجتماعي متزايد، خاصة بعد جريمة قتل الشاب المالي أبوبكر سيسي داخل مسجد في جنوب فرنسا نهاية أبريل. ما أثار استنكاراً واسعاً وأعاد النقاش حول أمن أماكن العبادة وحماية الأقليات الدينية.
في المقابل، رغم انخفاض عدد الاعتداءات المعادية لليهود بنسبة 24% (504 حادثة مقابل 662 في 2024)، إلا أن وزارة الداخلية الفرنسية تؤكد أن المستوى لا يزال "مرتفعاً جداً". إذ يبقى أعلى بـ134% مقارنة بعام 2023. وتشكل الاعتداءات الجسدية 64% من هذه الحوادث، ما يعكس استمرار مناخ العنف والقلق داخل الجالية اليهودية.
أما الاعتداءات ضد المسيحيين، فقد ارتفعت بنسبة 13%، مع تسجيل 322 حادثة خلال نفس الفترة. معظم الحوادث استهدفت الممتلكات، لكن الاعتداءات على الأشخاص زادت تقريباً لتصل إلى 51 حالة.
هذه الأرقام تعكس هشاشة التعايش الديني والاجتماعي في فرنسا، وتدق ناقوس الخطر حول تصاعد خطاب الكراهية والعنف ضد الأقليات، في ظل مناخ سياسي واجتماعي متوتر وتنامي الاستقطاب المجتمعي. وتدعو السلطات إلى تعزيز إجراءات الوقاية والحماية، مع التأكيد على ضرورة التصدي لكل أشكال العنصرية والتمييز لضمان السلم الأهلي