الأقليات الدينية في إيران... "كبش فداء" لنظام مأزوم بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل

أضيف بتاريخ 07/06/2025
دار سُبْحة

في أعقاب وقف إطلاق النار الأخير بين إيران وإسرائيل، صعّد النظام الإيراني من حملته ضد الأقليات الدينية، وعلى رأسها البهائيون واليهود، متهماً إياهم بالخيانة والتواطؤ مع "العدو الصهيوني". هذه الاتهامات، التي تفتقر لأي أدلة ملموسة، تأتي في سياق محاولة النظام صرف الأنظار عن أزماته الداخلية المتفاقمة، من تدهور اقتصادي واحتجاجات اجتماعية متكررة



السلطات الإيرانية كثفت من حملات الاعتقال والمضايقات بحق أفراد الطائفتين، حيث تم استدعاء العشرات للتحقيق، وإغلاق مؤسسات دينية وتعليمية، وشن حملات تشهير إعلامية تتهمهم بالعمالة والتآمر ضد الدولة. ويؤكد مراقبون أن هذه السياسات ليست جديدة، بل تندرج ضمن استراتيجية قديمة للنظام الإيراني في البحث عن "أعداء داخليين" لتبرير القمع وتوحيد الصفوف حول السلطة.

البهائيون، الذين يُحظر عليهم ممارسة شعائرهم الدينية أو تولي مناصب حكومية، يواجهون منذ عقود تمييزاً ممنهجاً، من مصادرة الممتلكات إلى الحرمان من التعليم والعمل. أما الجالية اليهودية، رغم صغر حجمها، فتتعرض بشكل دوري لحملات تشكيك في ولائها، خاصة في أوقات التوتر الإقليمي.

هذه الموجة الجديدة من القمع تعكس مأزق النظام الإيراني، الذي يسعى إلى تحميل الأقليات مسؤولية الإخفاقات السياسية والاقتصادية، في محاولة لإعادة إنتاج خطاب "المؤامرة" وتبرير سياسات التشدد. في ظل غياب أي أدلة على التهم الموجهة، يبقى الهدف واضحاً: تحويل الأقليات إلى "كبش فداء" لتصدير الأزمة الداخلية وإسكات الأصوات المعارضة.