في مقابلة حصرية مع CNN بالعربية، أعرب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن موقفه من علاقة الكنيسة القبطية بالقيادة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. أكد البابا أن الأقباط «بقوا على مدار التاريخ أمناء للوطن والحاكم»، مشددًا على أن الأقباط «أقلية وطنية لكنهم أصل البلد» وأنهم لا يستقوون إلا بالله وبأخواتهم المصريين
تحدث البابا عن اللقاءات التي جرت مع قيادات الدولة قبل تولي الرئيس السيسي الحكم، واصفًا إياها بأنها كانت حوارًا جادًا قائمًا على الأرقام والتخطيط الدقيق، مما أعطى الكنيسة شعورًا بالطمأنينة تجاه توجهات القيادة الجديدة. وأشار إلى أن الرئيس السيسي بدأ حكمه بمشروعات استراتيجية مثل تطوير قناة السويس وبناء العاصمة الإدارية الجديدة، مع التركيز على الجانب الروحي في البداية بإنشاء مسجد وكنيسة في نفس اليوم، ما يعكس اهتمامه بالوحدة الوطنية والتعايش.
كما تطرق البابا تواضروس إلى المعركتين الرئيسيتين اللتين تواجههما مصر: الأولى هي معركة مكافحة الإرهاب التي استهدفت الوطن والكنيسة على حد سواء، والثانية هي معركة البناء والتنمية التي شملت القضاء على العشوائيات وتحسين حياة المواطنين. وأكد أن الكنيسة لا تتدخل في السياسة ولا تسعى للسلطة، بل هي مواطنون مصريون يهمهم سلامة وتقدم البلاد.
فيما يخص تجديد الخطاب الديني، أشار البابا إلى أن الكنيسة القبطية تمارس عملية تجديد مستمرة في مناهجها التعليمية لتواكب العصر، مؤكدًا أهمية مخاطبة الناس بلغة العصر في ظل التطورات التكنولوجية والاجتماعية، خاصة مع انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي.
في ختام حديثه، شدد البابا تواضروس على أن كلمة «قبطي» تعني «مصري» وأن الأقباط على الرغم من كونهم أقلية، فهم جزء لا يتجزأ من نسيج الوطن المصري، مؤكدًا أنهم لا يستقوون إلا بالله وبإخوتهم المصريين، معبرًا عن أمله في استمرار التعاون والتفاهم بين جميع مكونات الشعب المصري من أجل مستقبل أفضل.
هذا الحوار يعكس رؤية الكنيسة القبطية لمكانتها في مصر الحديثة، ويبرز دورها الوطني والتاريخي في دعم استقرار البلاد وتقدمها، بعيدًا عن أي نزعات سياسية أو استقواء خارجي.