مأساة كيرفيل: فيضانات مدمرة تودي بحياة العشرات وتوحد سكان تكساس بالصلاة والتضامن

أضيف بتاريخ 07/08/2025
دار سُبْحة


شهدت مدينة كيرفيل بولاية تكساس كارثة طبيعية غير مسبوقة مطلع يوليو 2025، حيث اجتاحت فيضانات عارمة المنطقة إثر أمطار غزيرة مفاجئة. أسفرت هذه الكارثة عن سقوط أكثر من 80 قتيلاً، بينهم العديد من الأطفال، إلى جانب عشرات المفقودين، معظمهم من المشاركات في مخيم صيفي مسيحي للفتيات على ضفاف نهر غوادالوبي. باغتت السيول السكان، وبلغ منسوب المياه ذروته حتى غطى قمم الأشجار، وجرفت المنازل والسيارات والبنية التحتية، مما أحدث دماراً واسع النطاق.

تفاعل سكان كيرفيل مع المأساة بروح من التضامن والإيمان؛ فقد لجأ كثيرون إلى الكنائس والمراكز المجتمعية التي تحولت إلى ملاجئ، حيث أقيمت صلوات جماعية لطلب النجاة للمفقودين والسلوان للأسر المفجوعة. وشارك متطوعون من مختلف أنحاء تكساس في عمليات البحث وتقديم الدعم اللوجستي، في حين دعا المسؤولون المحليون وعلى رأسهم نائب الحاكم دان باتريك إلى الصلاة الجماعية، مؤكدين على أهمية الإيمان والتكاتف في مواجهة المحن.

لم يقتصر الدعم على المستوى المحلي، بل امتد ليشمل السلطات الفيدرالية والدولية. فقد أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تضامنه مع الضحايا وأعلن حالة الكارثة الطبيعية، مما أتاح تدخل وكالة إدارة الطوارئ والحرس الوطني. كما بعث البابا ليون الرابع عشر بتعازيه إلى أسر الضحايا خلال صلاة التبشير الملائكي، في إشارة إلى الاهتمام العالمي بهذه الفاجعة.

المشهد في كيرفيل كان صادماً للصحفيين والسكان على حد سواء؛ منازل مدمرة، سيارات عالقة بين الأشجار، وأوحال تغطي كل شيء. كثير من الأهالي، رغم فقدانهم لمنازلهم أو أحبائهم، شاركوا في جهود الإنقاذ أو استضافوا جيرانهم ممن فقدوا كل شيء. وشعر الكثيرون بالعجز أمام هول الكارثة، خاصة وأن المنطقة معتادة على الفيضانات لكنها لم تشهد من قبل حدثاً بهذه القسوة. وبرزت انتقادات حول ضعف أنظمة الإنذار المبكر والتقديرات الرسمية لمخاطر الطقس.

في خضم هذه الظروف، تحولت الصلاة إلى طقس يومي يجمع السكان، بحثاً عن الأمل والطمأنينة وسط الألم والقلق. لعبت الكنائس دوراً محورياً في تنظيم المساعدات وتقديم الدعم الروحي والنفسي، ما عزز من تماسك المجتمع في مواجهة الكارثة.

أثارت هذه المأساة مجدداً قضية التغير المناخي، حيث أشار خبراء إلى أن الظواهر الجوية المتطرفة أصبحت أكثر شدة وتكراراً، مما يزيد من خطورة الفيضانات المفاجئة ويصعب التنبؤ بها. كما دعت الكارثة إلى مراجعة شاملة لسياسات الإنذار المبكر وإدارة المخاطر، مع التأكيد على ضرورة الاستثمار في الوقاية لحماية المجتمعات المعرضة للخطر