​الصدقة في قلب الهوية: كيف يصنع المسلمون البريطانيون فارقاً بالمبادرة والعطاء

أضيف بتاريخ 07/18/2025
دار سُبْحة


يؤكد خبراء القطاع الخيري في بريطانيا أن الصدقة ليست مجرّد ركن فقهي لدى المسلمين، بل "مرتبطة عضوياً" و"متجذرة في معنى الدين والعمل الاجتماعي" ضمن المجتمع البريطاني. تشير الأرقام الرسمية إلى أن المسلمين البريطانيين يساهمون بأكثر من 200 مليون جنيه استرليني سنوياً في مشروعات خيرية داخل البلاد وخارجها، مما يعكس عمق العلاقة بين الإيمان والعمل التطوعي.

في مؤتمر الجمعيات الخيرية الإسلامية الذي يعقد كل عامين، شدّد القائمون على أهمية هذا الرابط العميق بين الدين والصدقة واعتبروا أن المملكة المتحدة نفسها صاغت قوانينها الخيرية الأولى حول فكرة ترسيخ الدين، وأن أثر المجتمعات الدينية على التضامن الاجتماعي مازال ملموساً في العصر الحديث.

النقاشات في المؤتمر تطرقت إلى تحديات إيصال المساعدات لمناطق مثل غزة، وركزت كلمات المتحدثين الرسميين على ضرورة تفعيل دور الجمعيات الخيرية بشكل "ذكي" يؤثر في صناعة السياسات، ويحرّك المجتمع نحو العدالة ويُلهم التغيير الجذري الفعلي. كما تم التطرق إلى ضرورة الحفاظ على كرامة الإنسان عبر العمل الخيري، إذ شدد خبراء التنمية على أن "التنمية بلا احترام لكرامة المستفيدين لا تساوي شيئاً".

حظيت نماذج القيادة النسائية المسلمة بتقدير كبير، إذ كشفت الإحصاءات أن نحو 42% من الجمعيات الخيرية الإسلامية في بريطانيا تديرها نساء ممن تجاوزن الكثير من العوائق داخل مجتمعاتهن وخارجها. وأُطلق على هامش المؤتمر "شبكة نساء الجمعيات الخيرية المسلمات" لتبادل الخبرات والدعم والتمكين القيادي.

وقد نالت مبادرات دعم المسلمين من ذوي الإعاقات السمعية مساحة من النقاش، إلى جانب ورش عمل متنوعة حول مبادرات الاستثمار المستدام، الابتكار في الخير، وتمكين فئات الشباب.

واختتم المؤتمر برسالة ملهمة جاء فيها أن القطاع الخيري يشكّل اليوم "واحدة من قصص النجاح البارزة للإسلام البريطاني المعاصر"، حيث اعتبر باحثون أن التزام الجمعيات الإسلامية بالعمل المجتمعي ليس فقط ترجمة فعلية لدروس النبي محمد في الرحمة والبذل، بل نموذج يُحتذى به في المجتمع البريطاني متعدد الأديان والثقافات.