الدروز: الأقلية الغامضة في قلب الصراعات الشرق أوسطية

أضيف بتاريخ 07/21/2025
عبر مركز إعلام الديانات RMC


يعتبر الدروز إحدى أصغر الطوائف الدينية والعرقية في الشرق الأوسط وأكثرها غموضاً. ينتمي الدروز إلى شعب أصله من بلاد الشام منذ أكثر من ألف عام، ويتوزعون اليوم بين سوريا ولبنان وإسرائيل، بالإضافة إلى بعض الوجود في الأردن ودول المهجر. رغم الحدود السياسية الصعبة وتشتتهم، لا يزال الدروز يحتفظون بهوية جماعية قوية، قائمة على الروابط الأُسرية والسرية الدينية.

ظهرت العقيدة الدرزية في بدايات القرن الحادي عشر ضمن الخليفة الفاطمي في مصر، وتفرعت من المذهب الإسماعيلي الشيعي قبل أن تتطور لتصبح ديانة فريدة منفصلة عن الإسلام التقليدي. يعتبر حمزة بن علي أحد أبرز مؤسسي الفكر الدرزي، وقد طرح فكرة الألوهية في الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وهو ما أثار معارضة شديدة من التيارات الإسلامية الأرثوذكسية.

تدعو العقيدة الدرزية إلى التوحيد وتدمج عناصر من ديانات إبراهيمية، كاليهودية والمسيحية، بالإضافة إلى أفكار وفلسفات كالهندوسية. لا يملك الدروز طقوساً علنية ولا معابد، بل يقتصر العلم الديني على نخبة روحانية تُسمى "العقلاء"، فيما يعيش بقية المجتمع حياة مدنية عادية. يؤمن الدروز بالتقمص ويرفضون دخول أي شخص جديد إلى عقيدتهم – فقط أبناء الطائفة يُعدون دروزاً. من أهم القيم أيضاً إعلان الولاء للدولة التي يعيشون فيها، بما في ذلك أداء الخدمة العسكرية في إسرائيل.

يُعد الدروز في سوريا أكبر تجمع للطائفة ويبلغ عددهم قرابة 700 ألف، يتمركزون خصوصاً في محافظة السويداء جنوب البلاد. عقب سقوط نظام الأسد أواخر عام 2024، شهدت المنطقة فوضى أمنية واندلاع اشتباكات عنيفة بين ميليشيات درزية وجماعات سنية بدوية. قُتل خلال المواجهات نحو ألف شخص وسط مساعٍ هشة لوقف إطلاق النار. يذكر أن للطائفة تاريخاً من المواجهات مع فصائل جهادية، كداعش وجبهة النصرة، دفعتهم لتسليح أنفسهم وتشكيل مجموعات دفاعية ذاتية.

أما في إسرائيل فيبلغ عدد الدروز حوالي 150 ألفاً، يقيمون في الجليل، الكرمل، ومرتفعات الجولان. يحرص معظم الشباب الدروز هناك على الخدمة العسكرية الإلزامية، مع مشاركة قوية في صفوف الجيش والشرطة والسجون الإسرائيلية. هذا الدور عزز مكانتهم وسمح لهم بلعب دور خاص في المجتمع الإسرائيلي، كما أثّر على سياسات إسرائيل تجاه الدروز في سوريا.

خارج سوريا وإسرائيل، يتواجد نحو ربع مليون درزي في لبنان، وحوالي عشرين ألفاً في الأردن، إضافة إلى جاليات مهاجرة بأميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا وأوروبا.