اجتمع مئات من أعضاء الطريقة الصوفية المريدية بعد ظهر يوم السبت في ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية باريس، في لقاء مصرح به من قبل شرطة العاصمة. الطريقة المريدية، المنتشرة بشكل شبه حصري في السنغال، تشتهر بإسلامها المعتدل وتقاليدها الهرمية والروحانية، مع التأكيد على قدسية العمل والقيم الثقافية والتضامن في المجتمع السنغالي. تأسست الحركة على يد الشيخ أحمدو بمبا، المعروف بنضاله السلمي ضد الاستعمار الفرنسي أواخر القرن التاسع عشر. وجاء هذا التجمع تزامنا مع الاحتفال السنوي بعودة الشيخ أحمدو بمبا من منفاه، حيث قضى سبع سنوات في الغابون بأمر من السلطات الاستعمارية بين 1895 و1902.
خلال الحدث، جلس المشاركون في دوائر جماعية تُعرف باسم "كوريل" لتلاوة القصائد الروحية (القصائد الصوفية) التي كتبها مؤسس الطريقة، إضافة إلى تنظيم جلسات من الذكر والإنشاد الروحي المعروف باسم "خسائد". ووفقًا لموقع سنغالي إخباري، كان هدف التجمع نشر تعاليم الشيخ أحمدو بمبا pacifiste وتعزيز السلام والتعايش، في لحظة ثقافية وروحية نظمتها الجالية السنغالية المعارضة للحكومة الحالية في السنغال. وأكدت شرطة باريس، عند تواصل صحيفة فيغارو معها، أن الحدث لم يشهد أي حوادث أو أداء لصلوات جماعية في الطريق، وأن الأناشيد كانت عبارة عن قصائد وأغاني صوفية.
مع ذلك، أثارت صور التجمع جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. واعتبر البعض أن تحويل ساحة الجمهورية، رمز القيم الوطنية الفرنسية، إلى "مسجد مفتوح" عمل غير مشروع دينياً، خصوصًا مع وجود مساجد قريبة. ودان عدة شخصيات دينية وسياسية الحدث، معتبرين أنه "يتعارض مع أسس النظام الجمهوري" ويعبر عن "عرض ديني استعراضي". وفي السياق نفسه، انتقد نواب وسياسيون يمينيون ما وصفوه بـ"العلمانية البديلة" في فرنسا، من خلال السماح لهذا النوع من التجمعات الدينية في الفضاء العام ومنع مظاهر دينية أخرى في المؤسسات الحكومية.