شهدت قرية أم الخير في جنوب الضفة الغربية حادثة مأساوية بعدما قُتل الناشط الفلسطيني عودة الهذالين برصاص مستوطن إسرائيلي. عودة، الذي عمل مدرسًا للغة الإنجليزية وكان أحد أبرز رموز المقاومة السلمية في منطقته، فقد حياته يوم الإثنين الموافق 28 يوليو/تموز 2025 خلال هجوم وقع في قريته.
الهذالين، البالغ من العمر 31 عامًا، عُرف بموقفه الثابت في الدفاع عن النهج اللاعنفي، وكان يحظى باحترام واسع بين مجتمعه، إضافة إلى صداقاته مع ناشطين من جنسيات وخلفيات دينية متعددة. في الشهور الأخيرة، ازدادت مخاوفه من تصاعد الهجمات، كما أوضح في أحد تصريحاته الصحفية الأخيرة: "الناس هنا يعيشون معاناة ليل نهار، لا يوجد أي شعور بالأمان".
بحسب تقارير إعلامية، وقعت الحادثة إثر قيام المستوطن بدهس أحد سكان القرية بجرافة مما أدى إلى تجمع الأطفال واندلاع حالة من التوتر، ليترجل المستوطن حاملاً سلاحًا ويفتح النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى مقتل الهذالين وإصابة آخرين.
أثارت هذه الحادثة موجة استنكار بين الأوساط الفلسطينية والدولية، خاصة في ظل إفادات بأن السلطات الإسرائيلية أفرجت عن المشتبه به ووضعته قيد الإقامة الجبرية، في وقت أشارت فيه منظمات حقوقية إلى ضعف نسب محاكمة المعتدين على الفلسطينيين في حوادث مماثلة.
امتاز عودة الهذالين بنشاطه في الدفاع عن حقوق سكان منطقة مسافر يطا، حيث تواجه المجتمعات البدوية مصادرات للأراضي وهدم للمساكن وتضييقًا مستمرًا على حياتهم اليومية. على مدى العقد الأخير، أشرف على تنظيم فعاليات سلمية، كما شارك في توعية المجتمع الدولي بمعاناة الفلسطينيين في المنطقة من خلال لقاءات متعددة داخل وخارج فلسطين.